الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 أكتوبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عني وعنك
«أَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ» ( متى 17: 27 )
كانت ضريبة الدرهمين فرصة لأن يبين لهم الرب نعمته المطلقة. وهذه الضريبة هي التي كان يدفعها كل يهودي بالغ لخدمة الهيكل، والتي وضعها اليهود على أنفسهم كما جاء في سفر عزرا. والسؤال الذي سأله جامعو الضرائب لبطرس معناه هو: هل معلمكم يهودي صالح طبقًا للنظام الموضوع؟ وبطرس بغيرة وبتسرع أجاب على الفور قائلاً: «بَلَى». وعندئذ أظهر الرب معرفة إلهية لما حدث مع بطرس «فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: مِنَ الأَجَانِبِ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ»، وكأنه يقول له: نحن يا بطرس - أنا وأنت - من البنين لملك الهيكل العظيم، ولذلك فنحن أحرار من الجباية، واضعًا بطرس مع شخصه الكريم على قدم المساواة كابنين لملك عظيم.

كما أنه بيّن عدم محبته للعثرات. فمع أنه صاحب حق في عدم الدفع، ولكنه سيدفع «وَلَكِنْ لِئَلا نُعْثِرَهُمُ». والرب لم يظهر تلك النعمة المطلقة فحسب، ولم يتنازل عن حقه لئلا يُعثر الآخرين فحسب، بل أظهر سلطانًا إلهيًا على الخليقة «اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ». لقد أظهر الرب بهذا أنه هو الخالق القدير الذي له السلطان على خليقته؛ جاعلاً السمكة تحضر المطلوب. ومرة ثانية يضع بطرس مع نفسه في مستوى البنوية الواحد بالنعمة الفائضة التي لا يمكن التعبير عنها.

يا ليتنا نتأمل بعمق في هذا التعبير «عَنِّي وَعَنْكَ» لنرى فيه نعمته غير المحدودة، إذ نرى مكاننا في مقاصد الله الأزلية، ونعرف بأن مسرة قلبه هي أن نكون هكذا، ولكن كل هذا على أساس الفداء الذي تَممه والذي به أعطانا مكانًا نستطيع فيه أن نثمر لمجده، فيرى من تعب نفسه ويشبع.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net