الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 1 نوفمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
استعلان الله في المسيح
«اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» ( يو 1: 18 )
لن نستطيع أن نعرف الله مطلقًا إلا من خلال ابنه، وليس هناك إمكان لأي إعلان آخر عنه. ولا يوجد أبدًا سلم لنرتقيه، لننال البركات من الله، سوى سلم تجسد المسيح. لقد جاء المسيح في صورة الاتضاع، وظهر لأحبائه كإنسان، ولكن لما تعلَّموا أن يعرفوه، وجدوا أنه هو الله ذاته. وهذا واحد من أغلى وأثمن وأكرم الحقائق حول التجسد، ونتفهم معناه فقط حينما نرى، في كل فعل وفي كل قول للمسيح، إعلانًا لحياة وقلب الله.

وعندما نجده عند احتفال العرس في قانا الجليل، نجد الله يضع مصادقته مُجددًا على الرسم المُقدَّس للزواج، وعلى السعادة الإنسانية البريئة واحتفالاتها. وعندما ننظره يأخذ الأطفال على ذراعيه، واضعًا يديه على رؤوسهم، ويُباركهم، نتعلَّم كيف يشعر الله نحو البنين، وأنه يريد من الوالدين أن يُحضروا أطفالهم إليه. وعندما نراه يتحرك بحنان في محضر الألم أو الخطية، تلمع لنا لمحة من الشفقة الإلهية نحو المتألمين والخطاة. وعندما نراه يقبل المطرودين والساقطين، ويتعامل معهم بالعطف، مُسامحًا إياهم، ومُحولاً حياتهم إلى حياة جميلة تستحق أن تُعاش، نرى كيف يشعر الله نحو الخطاة، وكم هو مستعد لأن يفعل من أجل المذنبين، ومن أجل الذين هم أسوأ البشر. وعندما يذهب أخيرًا إلى الصليب في تضحية تطوعية، باذلاً حياته من أجل الضالين والهالكين، نرى كيف يحب الله الخطاة.

وهكذا فإن التجسد هو استعلان لله غير المنظور، في أفعال وأقوال نستطيع أن نفهمها. لقد قال الرب يسوع: «اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» ( يو 14: 9 ). فلو أردنا أن نرى الله ونعرفه، وندخل ضمن عائلته، لوجب علينا أن نقبل المسيح. أما أن نرفضه فهذا يعني أننا نُغلِق على أنفسنا - إلى الأبد - رؤية الله.

جيمس ر. ميللر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net