الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 نوفمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اغفر لهم
«فَقَالَ يَسُوعُ: يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» ( لوقا 23: 34 )
يبدأ المزمور الثاني والعشرون بعبارة المسيح الأولى على الصليب: «إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟»، وهي الكلمة الرابعة من جملة العبارات السبع التي نطق بها المسيح على الصليب. لكننا نستطيع أن نرى في هذا المزمور أيضًا روح عبارة المسيح الأولى: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» ( لو 23: 34 ). حيث سننظر إلى ذاك المصلوب الذي ازدادت آلامه واشتد عذابه بسبب ذلك الجمهور القاسي والمستهزئ من أسفل الصليب. لذلك يقول: «كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي. يَفْغَرُونَ الشِّفَاهَ، وَيُنْغِضُونَ الرَّأْسَ قَائِلِينَ: اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ، لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِهِ» ( مز 22: 7 ، 8).

هذا ما حصل مع الرب إذ قد فتحوا أفواههم عليه بالباطل، وصلبوه بين مجرمين، بل طالب الشعب بإطلاق باراباس المجرم وصلب المسيح. وعند الصلب، بقي الجمهور واقفًا ساخرًا مستهزئًا، وهذه أدنى التصرفات المُمكِنة وأحقرها. فقد قيل عن الأردياء أؤلئك: «ثُمَّ جَلَسُوا يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ» ( مت 27: 36 ). فقد سكبت قلوبهم شرّها وفسادها ببقائهم واقفين يشهدون موته، ويسخرون منه. طبيعيٌّ بعد أن تلسع أفعى إنسانًا ما، وتغرز سمها المميت في جسده، طبيعيّ أن تختفي بين العشب وتمضي، ولكن ليس هذا الجمهور- ليس قلبُ الإنسان المتمرد على الله. وماذا قال الرب يسوع عندها؟ «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» ( لو 23: 34 ). لو لم يتفوه المسيح بهذه الكلمات، لكانت خطية هذا الجمهور لا تغتفر. ولكن ذلك لم يحصل، لأن المسيح طلب من الآب السماوي أن يغفر لهم خطيتهم هذه. وبذلك قد حُسِبَت لهم خطيتهم كخطية السهو، وفتح لهم مدينة الملجأ. فما أرق قلب ربنا وسَيِّدنا المعبود!

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net