الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 30 نوفمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شركة آلامهِ
«لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ» ( فيلبي 3: 10 )
غالبًا ما ينحو البعض إلى “روحنة” هذا النص، فلا ينظر إلى الآلام والموت والقيامة بمعناها الحرفي، بل كعبارات تصف بعض الاختبارات الروحية من صنف الألم النفسي، والموت عن الذات، والعيش في حياة القيامة. لكننا نعتقد بضـرورة أخذ هذا النص بمعناه الحرفي. فبولس يقول هنا إنه يرغب في أن يعيش كما عاش المسيح. فهل تألَّم يسوع؟ إذًا، يرغب بولس أن يتألَّم أيضًا. وهل مات يسوع؟ لذا، يرغب بولس في الموت كشهيد في معرض خدمته للمسيح. وهل قام يسوع من بين الأموات؟ إذًا، يبغي بولس اختبار هذا الأمر عينه.

«لأَعْرِفَهُ»: إن التعرّف بالرب يعني هنا اكتساب معرفة اختبارية له، بشكل حميم، الأمر الذي يجعل بولس يصير أكثر فأكثر على شبه المسيح. إنه يرغب في أن تبرز حياة المسيح وتظهر فيه شخصيًا.

«وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ»: إن القوة التي أقامت الرب من الأموات، هي أعظم تعبير عن القدرة والجبروت شهده الكون أجمع. يبدو أن كل قوَّات الشـرّ قرَّرت إبقاء جسد الرب في القبر. لكن قوَّة الله الجبارة هزمت هذا الجيش الجهنمي، بإقامة الرب يسوع من الأموات. وهذه القوَّة عينها، وُضعت تحت تصـرف المؤمنين جميعهم، للحصول عليها بالإيمان. وبولس يُعبِّر عن شوقه وطموحه إلى اختبار هذه القوة في حياته وشهادته.

«وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ»: إن التألم لأجل المسيح يحتاج إلى قوَّة إلهية. لذا جُعلت قوة قيامته قبل شركة آلامه. وفي حياة الرب، كان ينبغي أن التألم يسبق المجد. لذا، وجب أن يصح هذا في حياة بولس أيضًا. فهو يحتاج أن يُشارك في آلام المسيح. لقد أدرك أنه لن يكون لآلامه أية قيمة كفارية كما هي الحال بالنسبة إلى آلام المسيح، لكنه علم أيضًا أنه لن يكون مُنسجمًا مع نفسه إن كان سيعيش في البذخ والرفاهية في العالم حيث رُفض ربه، وجُلد، وصُلب.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net