الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 نوفمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هيرودس رئيس الرُّبع
«هِيرُودُسُ ... قَالَ ... هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!» ( متى 14: 1 ، 2)
لما سمع هيرودس رئيس الربع عن المعجزات التي كان المسيح يعملها، اعتقد أنه يوحنا المعمدان، قد قام من الأموات. وكان هيرودس قد قتل يوحنا وقطع رأسه ( مت 14: 3 -12). ومن الواضح أن ضمير هيرودس كان مُتعَبًا، وأن صوت ضميره كان يُقلقه. إن الإنسان الشـرير لا يحتاج - إلى جوار ضميره - مُعَذِّبًا يُعَذِّبه، لا سيما في جرائم القتل. ويذكر الوحي هذه الحقيقة عينها إذ يقول: «وَتَعْلمُونَ خَطِيَّتَكُمُ التِي تُصِيبُكُمْ» أو ”ثقوا إن خطيتكم ستلاحقكم“ ( عد 32: 23 ترجمة تفسيرية). ولا ننسـى أن يوم الدينونة الرهيب آتٍ، وفيه سيشتكي ضمير هيرودس وباقي الأشرار ضدهم، وسيكون هو شاهد الإثبات الرئيسـي في قضاياهم ( رو 2: 15 ). وعلى طول الأبدية التي لا طول لها، سيتحول الضمير فيهم إلى دود ينهش فيهم ليزيد من عذابهم ( مر 9: 44 ، 46، 48).

ومن تعليق هيرودس، نرى صورة لسطحية ولجهل عدم الإيمان الذي يميِّز الملايين حتى اليوم. كل ما يهمهم هو المعجزات التي تُنسب إلى هذا القديس أو ذاك، مع أن ليس كل القديسين عملوا معجزات، ولا كل من عمل المعجزات كانوا قديسين. فأبونا إبراهيم مثلاً لم يعمل معجزة واحدة، ولا يوحنا المعمدان أعظم المولودين من النساء، بينما يهوذا الخائن عمل المعجزات ( مت 10: 3 -8؛ 7: 22، 23). وسر تعلق الإنسان الطبيعي بالمعجزات أنها تثير دهشة الإنسان، دون أن تتعب ضميره.

كان المطلوب من هيرودس التوبة الصادقة عن الخطية، وليس معجزات ينسبها ليوحنا المعمدان أو حتى للمسيح نفسه. ولذلك فحين وقف المسيح أمامه يوم الصليب، وترجَّى هيرودس منه أن يصنع له آية، لم يكتفِ المسيح بعدم تلبية طلبه، بل إنه لم يجبه على الإطلاق ( لو 23: 9 ). فمن يحتقر بتكرار وبإصرار رسالة الله التي وصلته، دعه لا يعشم أن تصله رسالة أخرى من الله.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net