الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 فبراير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كونوا بلا عثرةٍ
«كُونُوا بِلاَ عَثْرَةٍ لِلْيَهُودِ وَلِلْيُونَانِيِّينَ وَلِكَنِيسَةِ اللهِ» ( 1كورنثوس 10: 32 )
في أيام الرسول بولس، كان العالم الوثني مليء بالأوثان حتى أن معظم لحوم الحيوانات المعروضة للبيع في السوق (الملحمة) كانت من ذبائح قُدمت للأوثان، أو ذُبحت في احتفالات وثنية. وعلى فرض أن اشترى المسيحي هذه اللحوم من الملحمة أو السوق، أو إذا أكل في بيت شخص غير مؤمن، وبالتالي ليس لديه إحساس من جهة خطورة هذا الأمر وشره، فما هو التصرف الواجب؟

في هذا الشأن، يكرر بولس مرتين ما سبق أن قاله: «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي» ( 1كو 6: 12 ؛ 10: 23). وهو بهذا يرسي لنا مبدأ الحرية. ولكنه يُذكِّرنا أن «لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ»، أي ليست كل الأشياء نافعة، و«لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي». بالإضافة إلى أننا يجب أن نضع في الاعتبار ليس ما هو لصالحنا فقط، بل ما هو لصالح الآخرين أيضًا «لاَ يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلآخَرِ» (ع24). والمعيار المزدوج الذي يضعه الرسول قابل للتطبيق على آلاف الحالات. فمرة تلو الأخرى ينشأ موقف يُثار فيه السؤال، هل هذا الأمر يحل لنا؟ لكن الأهم أن نسأل: هل هو نافع؟ وهل هو يبني؟ أكثر من هذا، علينا أن نضع في الاعتبار صالح وبناء الجميع. وإذا أسسنا حياتنا على هذا المبدأ، نكون قد تخلَّصنا من أشياء كثيرة مشكوك في أمرها، فضلاً عن أنها غير نافعة.

وفي الحقيقة، إذا أخذنا هذا الفصل ككل، نستطيع أن نلاحظ خمس نقاط قيّمة ترشدنا إلى ما هو حسب مشيئة الله، وإلى ما ليس حسب هذه المشيئة: (1) هل هذا الأمر مشروع أو يحل لنا؟ (2) هل هو موافق أو نافع؟ (3) هل هو بانِ لنا وللآخرين؟ (4) هل يؤول لمجد الله؟ (5) هل هو خالٍ من أي عثرة للآخرين؟

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net