الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 14 فبراير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأب المُحب
«قَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ» ( لوقا 15: 23 )
في مَثَل العشاء العظيم (لو14)، نسمع رب البيت يُخبر خادمه أن البيت يجب أن يمتلئ، وهذا أمر حلو للقلب، إذ تتضح لنا صفة البيت، وشخصية رب البيت. فالعشاء قد أعده سَيِّد كريم وغني، يُريد أن يجعل الآخرين سعداء. كذلك مَثَل الابن الضال (لو15)، يكشف أكثر من صفة البيت ورب البيت، إذ نجد في هذا المَثَل أن رب البيت هو أب لذلك الضال العائد المُحطَّم النفس، ولن تكون علاقته به أقل من ذلك. ونتعلَّم أيضًا أن البيت يجب أن يمتلئ ليس فقط لأجل خاطر الضيوف أنفسهم، ولكن أيضًا لأجل المُضيف رب البيت وأهل بيته. وهكذا في المَثَل الأول نرى رب البيت الكريم يجعل الآخرين سعداء بإدخالهم إلى البيت، وفي المَثَل الثاني نراه يَسعَد بإدخال الآخرين إلى البيت.

وامتلأ البيت في كل من المَثَلين، وسعد الضيوف، وشَبِع قلب السَيِّد، وكذلك قلوب عبيده، ولم يوجد ذكر للماضي يُعكر سعادة الحاضر، لا فيما يتعلَّق بالمُـشرَّدين، ولا فيما يتعلَّق بالضالين الذين يجلسون جميعهم على المائدة. وكيف هذا؟ لأن الله هو الله في جوده، وفي مشورات نعمته.

إننا في ضوء قراءة هذين المَثَلين معًا تتكشف لنا أشياء عظيمة عن أنفسنا، وعن الله. فهنا نرى بوضوح الطبيعة الإنسانية الساقطة، كما نرى الطبيعة الإلهية في جودها وتفاضلها. فالإنسان أدبيًا منعزل عن كل ما هو ثمين وباق، حتى إن أبسط غواية تكفي بأن تغوي قلبه بعيدًا عن الله الحي. وأنه حتى البؤس والفقر لن تكون لهما القوة من نفسهما لأن يجعلاه يرجع إلى الله، وهو يُفضل أن ينغمس في أي نوع من الملذات من أن يفرح بالرب، وعلى استعداد لأن يُكابد الصعاب من أن يطلب وجه الله. ولكي يرجع إلى الله، قد يحتاج إلى إلزامه بالرجوع لا مجرد الدعوة. هذا هو الإنسان على حقيقته.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net