الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 فبراير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إكليل الشوك
«وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ» ( متى 27: 29 )
لقد تعرَّض جسد الرب يسوع لضربات وإهانات كثيرة قبل أن يتحمل أهوال الصلب الختامية. ولكن من بين كل المناظر المؤلمة لا نجد منظرًا أكثر إيلامًا وتأثيرًا من إكليل الشوك. لقد سلخ بعض العسكر، بعض القضبان الشائكة من إحدى الشجيرات، وضفروها معًا على شكل تاج، وغرسوها في رأسه وجبهته. كان هذا الأمر جديدًا غير مألوف من قبل، وقد نبعت فكرته من حضيض القسوة والظلم.

كلنا نعرف وخز الشوك. لكن وقع هذه الوخزات ليس هو الذي يستحوذ على الذهن المسيحي كلما تصوَّر إكليل الشوك، بل معناه. فإن آدم وحواء عندما طُردا من الجنة إلى هذا العالم المُظلم، كان من نصيبهما أن تُنتج الأرض لهما شوكًا وحسكًا. والشوك والحسك علامة اللعنة؛ علامة الطرد من محضر الله، وعلامة كل ما يترتب على هذا الطرد من حزن وبؤس وحرمان. أوَ ليست الشوكة، وهي تكمن خلف الورقة أو الزهرة، على استعداد لأن تمزق اليد التي تمتد أو ثوب مَنْ يقترب، نقول هذه الشوكة ألا تمثل هذا الجانب المُتعب المؤلم والمُضني من هذه الحياة المليئة بنتائج الخطية بصورة أو بأخرى؟ إنها تُمَثِّل وجه الاهتمام والضيق والآلام والمرض والموت، وبالاختصار هي تشير إلى اللعنة. غير أن رسالة المسيح في هذه الحياة هي احتمال هذه اللعنة. ولما تحملها على رأسه الكريم رفعها عنا؛ هو حَمَل خطايانا، وتحمَّل أوجاعنا وآلامنا.

ونجد في إكليل الشوك درسَ الصبر على الآلام. وقديسون كثيرون احتملوا بصبر قسوة المرض والألم لأنهم علقوا أبصارهم وشغلوا أذهانهم بصبر المسيح على وخزات الشوك. وإذا كان إكليل الشوك على جبين المسيح هو إكليل العار في أعين الناس، فلنثق أن كل شوكة يقسم لنا أن نتحملها، لا بد ستبدو في يوم من الأيام زينة مجيدة على رؤوسنا.

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net