الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 20 فبراير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النَّجَّار البار
«فَيُوسُفُ رَجُلُهَا ... كَانَ بَارّاً» ( متى 1: 19 )
من المهم جدًا اعتبار الزمان الذي يحيا فيه الإنسان، والمكان والظروف والمؤثرات التي تُحيط به. ففي أيام الصلاح، عندما تنتشر التقوى ومخافة الله، لا يكون عجيبًا أن يحيا الإنسان بالبر. ولكن عندما تمتلئ الأيام بالشر، وتكون الروح السائدة هي روح العالم والخطية، فإن الحياة المُقدَّسة البارة؛ حياة التكريس والتقوى، تلمع بلمعان نادر، مثل سراج منير وسط الظلمة الحالكة.

هكذا كانت الأيام التي عاش فيها “يوسف النَّجَّار“. وفي وسط نجاسة وشراسة الهرادسة ، ووسط الفساد المستشري للكهنوت وخراب الهيكل، ووسط رياء الفريسيين، وعبودية وقسوة الرومان، عاش “يوسف” بَارًا؛ بمعنى أنه كان يحيا في التقوى وفي مخافة الله، مُطيعًا لوصاياه، بلا لوم، وله ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس.

والدرس هنا أنه لا يليق بنا أن نُشابه الآخرين، إذا كان هؤلاء لا يعيشون العيشة الواجبة المرضية. إن المستوى السائد للمعيشة والأخلاقيات والأدبيات، يجب ألا يُرضينا إذا كان المستوى منخفضًا. فمهما كانت الأيام مليئة بالفساد، يجب علينا أن نُجاهد لنحيا حياة تقوية بارة. وهذا ليس بالمستحيل، فالله قادر، بل ويرغب، أن يُعطينا كل ما نحتاج إليه من نعمة، لنحيا حياة حقيقية ومُقدَّسة، في وسط أردأ الظروف وأصعبها ( 2بط 1: 3 ، 4). وهو يعمل هذا إن كان هو الذي حقًا قد وضعنا في هذه الظروف. لذلك فمهما كانت ظروفنا، فإنه من الميسور لنا أن نحيا حياة التقوى والصلاح.

وهكذا عاش “يُوسف النَّجَّار” في أحلك الظروف، وفي أسوأ الأوقات، وفي أكثر الأماكن احتقارًا، ولكنه عاش مرتفعًا منتصرًا على التجارب والمآسي التي اعترضت طريقه. كان رجلاً ذا أخلاق فاضلة وعزيمة قلبية ثابتة. كان شجاعًا، وامتاز بالأمانة الصحيحة في حياته الخاصة والعلنية، بالرغم من أنه كان يعيش فقيرًا في قرية مُحتقرة، وفي أيام أقل ما توصف به أنها “أيام شريرة”.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net