الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 فبراير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قامَ وتَبِعَهُ
«قَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي. فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ» ( لوقا 5: 27 ، 28)
أفلت لاوي العشار من قبضة الذهب الآسرة، ورفض الحياة القديمة إلى الأبد، وترك ربح حياة الجباية لمن يرغب فيه، لأن مجد الملك أشرق في حياته المُظلمة فأنارها. نعم، إن يسوع أشهى من الذهب!

لقد لبَّى لاوي العشار الدعوة الإلهية، لأن يسوع هو الله. ومَن هو – عدا الله – له الحق في إجابة دعوته قبل الأب والأم والزوجة والأولاد والبيوت والأراضي. ومَن هو آخر – عدا الله – يُمكنه أن يُشبع قلب كل مدعو، ويقصف كل الأغلال الشريرة التي كان مقيدًا بها. ومَن هو آخر – عدا الله – يُمكنه أن يدعو كل مَن هو على شاكلة لاوي، ليُغيّره ويُخلّصه، وليجعله موافقًا لمشيئته تعالى، حتى إنهم يسعدون ويفرحون بخدمة احتياجات الآخرين. مغبوط هو الإنسان الذي يقبل صوت الرب يسوع باعتباره صوت الله، ويُطيعه بإجابة فورية.

وفي سياق متصل عندما شاهد الشعب الرجل المفلوج يقوم ويمشي على قدميه، حاملاً فراشه، قاصدًا بيته «أَخَذَتِ الْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا اللهَ، وَامْتَلأُوا خَوْفًا قَائِلِينَ: إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا الْيَوْمَ عَجَائِبَ!» ( لو 5: 17 -26). ولكن عجبهم فاق عندما رأوا لاوي الطماع يخلص من سيادة وعبودية المال، ليتبع يسوع!

وبقلب يفيض بعواطف الكرم الجديدة، دعا جمعًا غفيرًا من العشارين وآخرين إلى بيته، لعلهم يستمعون إلى الصوت الذي حرره. لقد تخلى عن جمع المال، وابتدأ يبحث عن النفوس. نعم، إن معجزة تغيير لاوي تفوق معجزة شفاء المفلوج، ذلك لأنها أحيت روحه، وغيرت أخلاقه، وبدلت طبيعته. لقد تَذَمَّرَ الكتبة والفريسيون، ولكن قلب المُخلِّص فرح، فضيافة لاوي منحته الفرصة لإعلان نعمته، والمناداة بإرساليته «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ» ( لو 5: 31 ، 32).

ج. ت. موسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net