الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 فبراير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكتاب ومعجزة بقائه
«إِلَى الأَبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ» ( مزمور 119: 89 )
أَفي إمكانك أن تدلني على أي كتاب يتناول بالحديث أمورًا حدثت من ألف عام مضت وما زال يُقرأ في أيامنا هذه؟ إن الكتب التي كانت ذائعة ومألوفة للغاية منذ بضع سنين مضت قد عفا عليها الزمن وطواها النسيان. فمن ذا الذي يفكِّر في هذه الأيام في قراءة “روبرت إلسمير” أو يبحث في المكتبات عن كتاب “هي” تأليف “رايدر هاجرد”؟ بل إن كتاب “دافيد هاروم” لا يكاد يُباع على الإطلاق. لقد ولدت هذه الكتب وراجت زمنًا ثم ما لبثت أن اندثرت وامتدت إليها يد النسيان ببرودتها القاتلة «مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الاضْمِحْلاَلِ» ( عب 8: 13 )، فقد استنفدت قوتها كالصواريخ التي اندفعت في فورة النجاح إلى الذروة ثم هبطت. وفضلاً عن ذلك، أين الكتاب الذي مضى عليه خمسمائة سنة وما زالت تقرأه الجماهير إلى الآن؟ لأنه كما سبق القول ما من كتاب مضـى عليه ألفا سنة ويقرأه كائن ما. قد يدرس طلاب العلوم العالية “هومر” و“هورس” وتلاميذ المدارس قد تحشي أذهانهم بدراسة “فرجيل” أو “أكسيوفون” ولكن أي إنسان بخلاف ذلك يفكر يومًا في قراءتها؟ إنها كتب قد انقرضت. ولك أن تسجل هذا القول: “كلما تقادم العهد بكتاب تضاءلت أمامه فرصة البقاء”. وأمر آخر جدير بالتأمل، ما من كتاب أُتيحت له فرصة الذيوع والتداول بين شعب لم يكن ذلك الشعب مصدره ومنشئه. فما كان لكتاب صنفه مؤلف أسباني أن يحظى بالتداول بين الشعب الألماني. فالمؤلفات الألمانية يقرأها الألمان. والإنجليزية يتداولها الإنجليز. ولكن أعجب ما في الكتاب المقدس، ليس أنه قد تخطى حدود الزمن فحسب، ولكنه الكتاب الفريد الذي يتخطى حدود القومية. كان مكتوبًا بلغة بائدة، فالعبرية ليست باللغة المتداولة لا كلامًا ولا كتابة في هذه الأيام، إلا أن الكتاب الذي كُتب بلغة ميتة وتولى كتابته قوم ماتوا منذ ثلاثة آلاف سنة، ليس حيًا فحسب، ولكنه أكثر كتب العالم ذيوعًا وأوسعها انتشارًا وأقواها تأثيرًا.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net