الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 7 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في خطوط مستقيمة
«أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا... أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ» ( فيلبي 3: 13 ، 14)
في قرية صغيرة، إثار فضولي صبيًّا صغيرًا يقود المحراث، يُقسِّم الأرض إلى خطوط طولية. ظننت أن هذه الخطوط ستكون شديدة التعرج لصغر سن الصبي وقلة خبرته في مهمة بالنسبة لي صعبة. لكن لعجبي فقد أنتج الصبي خطوطًا مستقيمة. سألت مرافقي: كيف أنجز الصبي العمل بهذه الدقة وهو بهذه العمر الصغيرة؟ فعلمت أنهم يعلمونه، من يومه الأول في العمل، أن يثبِّت نظره على شيء ثابت، وفي هذا الضمان لاستقامة الخطوط. وفي الجيش يعلمون المتجند، أول ما يعلمونه، هذه العبارة الشهيرة: “خذ غرضًا ثابتًا!”.

كان الدرس واضحًا يومها: إن كان لي في الحياة مقصدً أثبِّت نظري عليه وأخصص طاقاتي وأفكاري لتحقيقه، ولا أنشغل كثيرًا بغيره؛ سأضمن استقامة خطوط حياتي، فلا تتعرج ولا تنحرف عن الهدف! أما الحياة بلا هدف فلا تتوقع منها إلا كل اعوجاج ولف ودوران، وضجيج وإثارة للمشاكل، ولا نتيجة في النهاية.

كانت فلسفة الرسول بولس: «أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا... أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ» ( فيلبي 3:  13، 14). لقد بدأ البداءة الحسنة بقوله: «يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» ( أعمال 9:  6)، وإذا كشف له الرب هدفًا للحياة؛ سار ساعيًا نحوه، لذا أمكنه في النهاية أن يقول مبتهجًا: «أَكْمَلْتُ السَّعْيَ... وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا» ( 2تيموثاوس 4:  7، 8). ما أروع نهاية كهذه! هل نحن نبغي مثلها؟! لنتذكر أنها تليق ببداية تبحث عن الهدف وطريق مرسوم لتحقيق هذا الهدف!

هيا يا صديقي ابدأ البداءة الحسنة، واصحُ في كل شيء، وصلِّ لإلهك أن يحفظك كل الطريق حتى النهاية! يومها يكفيك أن تسمع من فمه كلمات المدح.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net