الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 إبريل 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بين الحيرة والفرح
«أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا ... وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟» ( لو 24: 32 )
في رحلتهما من أورشليم إلى عمواس، كانت الحيرة تملأ رأسَي ذينك التلميذين، فكانا ماشيين عابسين. لكن إذ اقترب إليهما يسوع نفسه، مُحدّثًا إياهما من كلمة الله، عن الأمور المختصة به في جميع الكتب، سرعان ما تبدّل الحال، فالأرجل السائرة في اتجاه خاطئ اعتدل مسارها، والحديث اليائس تحوّل إلى بشارة مُفرحة، وبُطء السير تحوّل إلى سرعة الأيائل، والقلب البارد التهب، والأعين المُمسَكة عن رؤية المسيح انفتحت. ثم تحولت عبوسة الوجه إلى أفراح يُشاركان بها سائر القديسين. ويا لها من بركة رائعة! فبين الحيرة والفرح كلمة، هي كلمة الله التي تُحدثنا عن المسيح مصدر الفرح الحقيقي.

وهذا ما اختبره قبلهما حبقوق، الذي امتلأ ذهنه بالأسئلة المُحيرة تجاه ما يحدث مع شعبه. لكنه حالما اعتلى مرصده، وقرأ رؤيا الإعلان الإلهي، تحوّل قلبه إلى الفرح، وطفر بقدميه على مرتفعاته كالأيائل متعلقًا بالرب كمصدر الفرح.

وبعد تلميذي عمواس نجد ذات الفكر في رحلة الخصي الحبشي من أورشليم عائدًا إلى بلاده. فإذ لم تُشبعه الأعياد الدينية، ولم تروِه الممارسات الطقسية، فقد آثر أن يكون رفيق رحلته في عودته كلمة الله (إش53) واستخدم الرب فيلبس بقوة الروح القدس ليُفهمه ما يقرأ، وإذ فهم، فقد كان ختام رحلته هكذا «ذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا» ( أع 8: 39 ).

أيها الأحباء، في أيامنا، حيث تشتد الحيرة والتساؤلات، خير لنا أن تكون كلمة الله رفيقنا الأول في سياحتنا، ولنثق عندئذ أن رحلاتنا - في كل مرة - ستنتهي بالفرح. إذ سنرى فيها بالإيمان شخصه الكريم، مصدر بهجتنا، حتى ونحن نجتاز البلوى المُحرقة ( 1بط 1: 6 -8). وسنُدرك معاملاته حتى ولو كانت في المياه الكثيرة أو الأتون المُحمَّى سبعة أضعاف.

حقًا ... إن بين الحيرة والفرح: كلمة؛ هي كلمة الله الحية الفعّالة، والباقية إلى الأبد.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net