يُمكن أن يُشبَّه المؤمن بمسافر في رحلة إلى وجهة معلومة. هو لا يعرف الطريق معرفة خبير، لأنه لم يسبق له أن قطعه، ولم يختبر وعورته أو سهولته، لكنه أخذ فكرة عنه من التقرير الذي قرأه في الكتاب المقدس. وهو يؤمن بما يقوله هذا التقرير، ويثق في دقة الخرائط المرسومة فيه، التي توضح معالمه ونهايته، وأوصاف الوطن الذي يقصد إليه. وبالإيمان يُثبت عينيه على خط السير المرسوم في الخرائط، مؤمنًا أنه أفضل طريق إلى الغاية المنشودة.
والكتاب المقدس هو الخريطة الإلهية للطريق، ففيه وجدنا الطريق إلى الله أبينا الذي في السماء. وفيه نرى معالم هذا الطريق الوحيد إلى الله بيسوع المسيح الذي قال: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» ( يو 14: 6 ). وإشارتا الإرشاد لكل مسافر على الطريق نحو السما هما: (1) التوبة إلى الله. (2) الإيمان بربنا يسوع المسيح ( أع 20: 21 ). كما يُعرفنا الكتاب أيضًا أن عمل المسيح على الصليب هو الأساس الوحيد الذي عليه فُتِح الطريق الآمن الوطيد إلى السماء.
ومن الكتاب المقدس نعرف أيضًا أن هذا الأساس كامل وتام، لأن دم يسوع المسيح ابن الله كرَّس لنا طريقًا حديثًا حيًّا، به ندخل بثقة إلى الأقداس ( عب 10: 12 ، 19، 20).
كما أن الكتاب المقدس يُحذرنا من طرق خادعة مًضللة، تقود إلى الهلاك الأبدي، بدلاً من أن تؤدي إلى السماء. إنه يُنبه كل مسافر إلى الأبدية أنه «تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ» ( أم 14: 12 ). وخريطة الطريق الإلهية الممتدة على كل صفحات الكتاب تبرز الاتجاه الصحيح لهذا الطريق، في لغة سهلة جدًا حتى أن «مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ، لاَ يَضِلُّ» ( إش 35: 8 ).