الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 20 إبريل 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أيُّهما أكثر كلفة؟!
«لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ» ( 2كو 7: 1 )
مع كلمة “القداسة”، يقفز مباشرة إلى الأذهان تكلفتها، مما يخيف الكثيرين منها أو يُشعِر البعض بأنه من شبه المستحيل أن نحيا مثل هذه الحياة. وحياة القداسة، مكلِّفة؛ فقد تكلفك تضحيات كثيرة ورفض من البعض وجهاد ضد رغبات... ولكن يبقى السؤال: أيهما أكثر كلفة؛ القداسة أم النجاسة؟!! الإجابة نجدها بالمقارنة بين: يوسف (تكوين39-41) وشمشون (قضاة14-16).

كان ما يحكم يوسف هو مراعاته لقداسة الإله الذي يتعامل معه، ورغبته في التوافق معه. أما شمشون فكان مرأى عينيه، بمعنى أصبحت شهواته ورغباته الجامحة، هي ما يحكم قراراته. كان التحدي أمام يوسف رهيبًا: امرأة شريرة، ترغب في فعلة دنيئة، رتَّبت كل شيء بدقة وإحكام لتنفرد به في البيت، هي سيدته، وهو شاب صغير، عبدٌ، مضغوط من أحداث حياته، بعيدٌ عن دفء مشاعر البيت، مفتقد الحنان، ليس له من ينصحه؛ باختصار كل الظروف ضده وكفيلة بأن تدفعه للخطإ، لكنه لم يسقط! أما نوعية التحديات التي واجهت شمشون فكانت مجرد مضايقات تافهة. فامرأته «ضَايَقَتْهُ» فأخبرها بما سبَّب له متاعب. ودليلة «كَانَتْ تُضَايِقُه» فأخبرها بأهم سر في حياته، سر قوته. ما أتفه هذا التحدي! وما أردأ تدليل النفس! النهاية بالنسبة ليوسف كانت مكافأة ومجد، أما بالنسبة لشمشون، فما أصعب الوضع من إذلال وخسارة!

النجاسة، بما تشمل من أفكار شريرة وشهوة ومواقع إباحية وعلاقات ردية، تُذِل. يكفى الشعور بالهزيمة باستمرار، والخوف من الفضيحة وانكشاف الأمر. ثم إن الانغماس في مثل هذه الأمور يفقدنا قوتنا الروحية ونخسر علاقتنا مع الرب، وما الحال عندئذ؟ وباقي ما حدث مع شمشون ممكن أن يحدث، بشكل أو آخر، مع أولئك الذين قادتهم مبادئهم إلى طريق النجاسة.

ألا ترى معي أنه إذا كانت حياة القداسة مكلِّفة، فإن حياة النجاسة أكثر كلفة.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net