الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 27 إبريل 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَن هو قريبي؟
«لَكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ ... وَاعْتَنَى بِهِ» ( لوقا 10: 33 ، 34)
«مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟» ... مَنْ هو الشخص الذي يتعيَّن عليَّ أن أُساعده بمالي وممتلكاتي؟ الجواب هو أن قريبي هو الشخص الذي يحتاج إلى معونتي ومحبتي. قد يكون شخصًا لا يتفق مع نفس إيماني، أو قد يكون ابنًا لله نرتبط به بروابط الأخوَّة الروحية. والسؤال الأهم ليس هو: هل نقدر ماديًا أن نُساعد؟ ولكن: هل نحن حقيقةً نريد أن نُساعد؟

لقد تحنَّن قلب السامري عندما رأى حاجة هذا الإنسان الذي سرق اللصوص ثيابه وعرُّوه وجرَّحوه. وعلى الفور أظهر الرحمة له، وأعطاه ما كان لديه. لقد أخذ الزيت الذي له، والخمر التي له، وصباهما على جراحاته ولم يأسف على ذلك. لقد ضمَّد الجراحات بما كان مُتاحًا له. ثم أركَبه على الدابة التي له، وأتى به إلى فندق. لقد بذل كل الوقت اللازم ليعتني به. إن هذا ليس فقط موضوع إعطاء قريبنا لمال أو لحاجيات، ولكن أيضًا بذل وقتنا. وفي كثير من الأحيان، يكون هناك ما هو أهم جدًا من المساعدة المادية.

«وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ، وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ» (ع35). والآن، فالموضوع هو موضوع نقود. لقد أدرك السامري أن هذه الحالة الآن هي “قضيته”، وأنه الشخص المسؤول عنها. وفي أعمال المعونة، كثيرًا ما يكون الشخص المَعني محتاجًا لأكثر من ذلك، أي للَمسة شخصية. فالرب يريد منا أن نعتني بالقريب الذي هيأه الرب لأن يأتي في طريقنا، وهذا قد يُكلِّفنا بعض الأشياء. فلا يليق بنا أن يكون جلّ اهتمامنا أن نتخلَّص من هذه المسؤولية، وأن نضعها على عاتق آخرين. فالسامري الصالح لم يكتفِ فقط بإعطاء ما هو مُتاح لديه حينذاك، بل تعهد أيضًا بأن يتكفَّل بأية نفقات إضافية لهذا الجريح.

هانزرودي جراف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net