الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 إبريل 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التوبة والإيمان
«شَاهِدًا ... بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ وَالإِيمَانِ الَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( أعمال 20: 21 )
إن معنى التوبة هو “تغيير العقل” أو “تغيير الفكر” أو “تغيير الاتجاه والتوَّجه”. ولعله من الأفضل أن نقول: “تغيير في وجهة نظر الإرادة”. إن النفس غير التائبة تختار طريقها وإرادتها دون مبالاة بمطاليب الله وناموسه. أما في التوبة فالنفس تغيّر موقفها، لأنها لا تعود بعد ترفض نير إرادة الله، بل تخضع له، وتكون مستعدة أن تحمله ( مت 11: 29 ). إن تأنيب الضمير يعمل عمله بصفة مستمرة، والشعور بأباطيل كل ما في العالم موجود بصفة مستمرة، وكذلك الرغبة المُلحة نحو الحياة الحقيقية، ونحو الرجوع من الظلمة إلى النور، ومن سلطان الشيطان إلى الله. قد تتمرد العادات، قد تنفر الميول، قد يعوزنا الشعور بالسلام والفرح، لكن الإرادة قد وضعت قرارها السـري، وبدأت في الرجوع إلى الله. كما يحدث في دورة الأرض، فإن المكان الذي نسكن فيه يصل إلى أبعد نقطة عن الشمس، ثم يتجاوزها ويبدأ ببطء في العودة نحوها، إلى الدفء والحرارة والنور.

مما لا شك فيه أن التوبة هي من عمل الإرادة. في بدايتها قد لا يكون هنالك أي شعور بالفرح أو السلام مع الله، بل شعور بأن بعض طرق الحياة خاطئة وشريرة ومؤذية ومُحزنه لله، ورغبة تتحول إلى عزم على الرجوع عنها، وطلب الله.

يُمكن اعتبار التوبة أنها الوجه الآخر من الإيمان. هما وجهان لعملة واحدة، ناحيتان لعمل واحد. إن كان عمل النفس الذي يأتي بها إلى علاقة طيبة مع الله يُسمى رجوعًا عن الطريق الذي تسلكه، فإن التوبة تُمثل الرغبة في الرجوع عن الخطية، والإيمان يُمثل الرغبة في الرجوع إلى الله. يجب أن نكون راغبين في الرجوع عن الخطية وعن برنا الذاتي. هذه هي التوبة. ويجب أن نكون راغبين في أن نخلص بالله، بطريقته، ونأتي إليه من أجل هذه الغاية. وهذا هو الإيمان.

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net