الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 مايو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الراعي الصالح
«أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ» ( يوحنا 10: 11 )
هنا يدوي في قلوبنا صوت لم يسمعه أحد قط من قبل «أَنَا هُوَ»، ليس فقط باب الدخول والخروج: الدخول إلى حيث المرعى، والخروج للشهادة ( يو 10: 9 )، بل أنا هو الباذل والمبذول «أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ». ويقول العارفون بالأصول والجذور أن لفظ “صَّالِح” يعني في اليونانية: “جميل”، “بديع”، “فاضل”، “محب للخير”. ولو ذكرنا للرب يسوع كلمة قالها لرئيس يهودي: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ» ( مت 19: 17 ). وما دام السيد يقول: «أَنَا هُوَ»، وليس غيري «الرَّاعِي الصَّالِحُ»، فهو – له المجد – يُعبِّر عن هويته أنه «الله»، «اللهُ (الذي) ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ». وماأعظمه ضمانًا للخراف أن يكون «الله» الظاهر في الجسد هو راعيهم!

وقد تجلى هذا الصلاح – وبأروع صورة – بأنه «يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ». وأعتقد أن هذا يعني النيابة. فقد بذل نفسه فداء للخراف، بعكس الأجير الذي يحفظ نفسه من الذئاب تاركاً لها الخراف لتبددها ( يو 10: 12 ). وهكذا نقرأ القول: «كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» ( مت 20: 28 ).

«أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ» (ع14)، والأسلوب في الترجمة العربية غاية في الأبداع «إِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ». فإن الحرف «إِنِّي» حرف توكيد، والمعنى هو أنه لا يوجد راعً صالح سواه. وبرغم تفرده – له كل المجد – فقد منحنا خاصية المعرفة الباطنية. كما أنه. تبارك اسمه – يعرفنا واحدًا واحدًا «أَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ» (ع14، 15). إن حرف «كَمَا» لا يعني القياس أو الحجم، ذلك أن المعرفة القائمة بين الآب والأبن سرمدية.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net