الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 13 مايو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
البدَلية المُخلِّصة
«هُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا» ( إشعياء 53: 5 )
لقد تألم «ربِّي وإلهي» عند الصليب آلامًا جسمانية لا تُوصف من يد الإنسان، محتملاً آلام الجلد والشوك واللكمات واللطمات والبصق على وجهه والمسامير. ولئن كانت هذه الآلام قاسية، ولكن لا دخل لها في فدائنا. فإن أشد أنواع الآلام التي قاساها المسيح على الصليب هي آلامه المباشرة من يد العدل الإلهي، تلك الآلام الكفارية التي فيها وحدها خلاصنا. كان يجب أن يُشوى “خروف الفصح” بالنار، صورة لما تحمّله المسيح لأجلنا من نيران عدالة الله. فعند الصليب، أرسل الله نارًا إلى عظام المسيح فَسَرَتْ فيها ( خر 12: 8 ؛ مرا1: 13). فلم يَمُت المسيح على الصليب كشهيد، لكنه مات كبديلٍ وفادٍ!

إنه - تبارك اسمه - عندما اُقتيد خارج الأسوار ليُصلَب، كان في الحقيقة يحمل ثقل خطايانا ولعنتنا. لقد عبر المسيح طريق الصليب كبديل عنا وكممثِّل لجنسنا الساقط. وفي ساعات الصَلب المُرّة جدًا، تقابل الله البار الديان مع مَنْ يحمل «إِثْمَ جَمِيعِنَا» ( إش 53: 6 )؛ مع البديل الذي وُضعت على رأسه كل أنواع الخطايا. تقابل الله مع الفادي الذي - طوعًا واختيارًا - بذل نفسه عن الخطاة، فصبّ الله عليه الغضب صبًّا، فذاق من يد الله كأسًا أشد مرارة من العلقم، لا تُوصَف ولا يُعبَّر عنها بلغة الناس.

وإن كانت كل الظروف التي اجتازها المخلِّص رهيبة ومذهلة بحق، لكنها كلها اتحدت لتثبت هذه الحقيقة بكل تأكيد: هوذا الرب يسوع بديلاً عن الخطاة الآثمين «وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا».

لقد كان الصليب بحق هو مكاني ومكانك، وارتضى المسيح أن يعتليه لأجلي ولأجلك. وهناك أُخِذَ البار عوضًا عن الأثيم، لكي يُقبَل الأثيم في البار «الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ» ( 1بطرس 3: 18 ). فخطايانا هي التي أتت بالمسيح إلى الصليب، والمسيح هو الذي أتى بنا إلى الله!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net