الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 2 مايو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صلاة تتحول إلى تسبيح
«أَقَامَ مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ... قَائِلِينَ: احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ» ( 2أخ 20: 21 )
تعرَّض يهوشافاط الملك لخطر هجوم حاشد من جيش مُعادٍ شرس فَتَّاك. ورغم أنه كان يملك جيشًا كبيرًا، إلا إنه لم يفكِّر في خطط حربية، أو اللجوء لحلفاء يحمونه. ماذا فعل؟! صلى صلاة رائعة، ختمها بالقول الشهير: «لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا». فحين تهاجمنا الظروف، خير ما نفعله هو أن نُصَلِّي، مُعلِنين عجزنا وضعفنا من جهة، ومن جهة أخرى - وهذا الأهم - مُعلِنين ثقتنا في قدرة إلهنا وإمكانياته على التدخل في كل شيء.

كانت النتيجة أن الرب أرسل إليهم رسالة طمأنة فريدة: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لَكُمْ: لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا بِسَبَبِ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ»، ونفس الرسالة هي لنا هذه الأيام؛ أن “لا نخاف”. فالصلاة التي تسكب القلب أمام الله لا بُد وأن يتبعها سلام واطمئنان. ثم استدرك حامل الرسالة بالقول: «لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ ِللهِ... لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هذِهِ». إن القضية هي قضية الرب، فنحن شعبه، خاصته التي اقتناها بدمه، وهو المسؤول عَنَّا. ولأنه يعلم أننا لا نعرف أن نفعل شيئًا، فقد نَحَّانا جانبًا ليعمل هو وحده. فماذا علينا أن نفعل وفي صَفِّنا هذا القدير؟!

ثم تكتمل الرسالة بالقول: «قِفُوا، اثْبُتُوا، وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ مَعَكُمْ». فَلْنَثْبت إذًا ولا نتزعزع، ولننتظر لننظر تدخُّل الرب في الأمور في وقته وبطريقته.

الجميل في الأمر أن يهوشافاط والشعب، ما أن وصلتهم هذه الرسالة، وقبل أن يفعل الرب أيَّ شيء، وقبل أن ترى أعينهم، «أَقَامَ مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ... قَائِلِينَ: احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ». لقد تحوَّلت الصلاة إلى تسبيح، ليس لأنهم رأوا شيئًا حدث، لكن لأنهم آمنوا أن الرب صالح وأن رحمته إلى الأبد.

فلنركع على رُكَبنا ساكبين قلوبنا أمامه، ثم نقف رافعين أيدينا سُبحًا لهذا المجيد.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net