الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 مايو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح ويونان
«هُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!» ( متى 12: 42 )
إن المسيح أعظم من يونان في أشياء كثيرة: (1) في شخصه: فيونان في النهاية إنسان، أما المسيح فهو ابن الله ( عب 1: 1 ). (2) في طاعته: فيونان عندما أُرسل من الله إلى نينوى لم يرحب بالإرسالية، وهرب من وجه الرب، وعصي إلهه حتى الموت، أما المسيح فعند دخوله إلى العالم يقول: «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ» ( مز 40: 8 )، و«وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب» ( في 2: 8 ). (3) في صلاته: فيونان في السفينة تهرَّب من الصلاة، وأخيرًا صلَّى مُرغمًا في بطن الحوت، ولكن المسيح كان رجل الصلاة الأعظم، الذي قال بحق: «أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً» ( مز 109: 4 ). (4) في موته: فيونان طُرح في البحر الهائج، وفي الحال هدأت أمواجه الثائرة، ولكنه لم يمت، بل الله حفظ حياته بقوة معجزية؛ أما المسيح فقد طُرح في بحر الدينونة المرعب، ومات فعلاً ( عب 2: 10 ). ونتيجة هذا الموت الكفاري هدأت أمواج غضب الله. (5) في قيامته: فيونان لم يقم من الموت، حيث إنه لم يمت في بطن الحوت، والله هو الذي أمر الحوت فقذفه إلى البر، ولم يكن هناك سلطان ليونان على فعل ذلك. أما المسيح فقد قام من الأموات بسلطانه الشخصـي وبقوة لاهوته ( يو 10: 17 ، 18). (6) في كرازته: فيونان، بعد موته وقيامته في مثال، كرز لمدينة واحدة هي نينوى، وكانت الكرازة تلويحًا بالقضاء، فآمنت؛ أما المسيح فإنه بعد موته وقيامته «كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ» ( 1تي 3: 16 )، والكرازة هي بالإنجيل: «يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، » ( لو 24: 47 ). (7) في عطفه وحنانه: لم يفرح يونان لخلاص المدينة، لأن هذا الخلاص يتضمن مساسًا بكرامته؛ أما المسيح فأعلن أن هناك فرحًا في السماء بخاطئ واحد يتوب ( لو 15: 7 ). ما أبعد الفارق بين يونان وهو ينظر مدينة نينوى التائبة مغتمًا، وبين المسيح وهو يتطلع إلى مدينة أورشليم العاصية، ويبكي عليها لأنها لم تتب!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net