الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 مايو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثامارُ والنعمة
«وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ» ( متى 1: 3 )
إن ما يدعو إلى الدهشة في تاريخ ثَامَار التي أنجبت توأمًا من حميها، هو أنه في هذا التاريخ لا توجد بارقة أمل تتعلق بالفداء. كانت ثَامَار زوجة لأخوين على التعاقب وكلاهما قُطع من الأرض بقضاء إلهي لشرهما (تك38)، وهي الأخرى بجريمة تماثل جريمتي زوجيها، جلبت على نفسها القضاء الإلهي. لكن أعجوبة العجائب أن تلك الجريمة بالذات هي التي أتت باسمها في سلسلة نسب الرب، لأن هذه الخطية هي التي جعلت منها أمًا لفَارِص أحد أجداد المسيح حسب الجسد.

فهل في هذا صوت لنا؟ وهل هو صوت الله الديان، أم هو صوت إله النعمة؛ إله وأبي ربنا يسوع المسيح؟ حقًا لو أننا قصرنا التأمل في صفحات العهد القديم، لما أوحَت إلينا سوى بتاريخ ذلك المشهد، ووقائعه المُزرية. لكن عندما نرجع إلى العهد الجديد ونجد ثَامَار اسم أول امرأة في سلسلة نسب الرب؛ ثَامَار وقد أتت بها خطيتها إلى صلة مباشرة بنسب المسيح، لا بد وأن يسترعي تأملنا مشهد دينونة صارمة، ولكن من نوع فريد، فيه يقف حَمَل الله القدوس نائبًا عن الفجار، وحيث يقوم صليب ذاك الذي وحده حَمَل إثم جميعنا، الذي بجلدته شُفينا.

يا له من درس مبارك خليق بالله أن يقدمه، درس خطية ثَامَار التي ربطت بينها وبين رب الحياة والمجد! أوَ لم تكن خطيتنا هي صلة الوصل بيننا وبين الرب؟ أَ لم يَمُت الرب عن الخطاة؟ أَ ليس عندما اعترفنا بخطايانا، وأخذنا مكاننا أمام الله كفجار وخطاة وأعداء وضعفاء، أننا وصلنا إلى الحقيقة العجيبة، وهي أن المسيح مات لأجلنا؟ ولأننا خطاة، والمسيح مات لأجل الخطاة، عرفنا أن الله أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net