الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 8 مايو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأذرعُ الأبدية
«الإِلهُ القَدِيمُ مَلجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ» ( تثنية 33: 27 )
يُمكننا أن نقترح بعض المدلولات والمعاني لأذرع الله الأبدية:

* الحماية: فالأب يُحيط ابنه بذراعيه عندما يكون الأخير في خطر. وهكذا يُحامي الله عن أولاده. فالتجارب تهاجمنا وتخبطنا من كل جانب، ولذا نحتاج إلى حماية، وهذه يكفلها لنا الرب: «الإِلهُ القَدِيمُ مَلجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ» ( تث 33: 27 ).

هناك حماية غير مرئية. فذات صباح استيقظ خادم نبي الله، وخرج، فرأى جنود جيش أَرام تُحاصر المدينة، فصرخ: «آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟». ولكن أليشع النبي أجابه بهدوء: «لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ». فنظر خادم نبي الله ثانية، فأبصر «وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ» ( 2مل 6: 15 ). فداخل حصار جيش أَرام كانت هناك حماية سماوية. فمهما كانت الأخطار المُحدِقة بالمؤمن، هناك سور حماية غير مرئي «وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ».

* المحبة: فذراعا الأب المُحيطتان بالطفل تعنيان المحبة؛ فهو مُستريح قرب قلب أبيه. كان يوحنا الحبيب يتكئ في حضن الرب يسوع. والراعي «بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا» ( إش 40: 11 ). هذه الصورة التي تُمثل الله الذي يحتضن أولاده بذراعيه، تُخبرنا عن محبته الفائقة. كما أنها تعني – فيما تعني – القرب الحميم في علاقته بنا. نعم، إن الحضن هو مكان الأولاد.

إن الأم تحمل وتحتضن ولدها بصفة خاصة في وقت الخطر والألم. ففي أوقات الألم والمعاناة، نختبر عمل الأذرع الأبدية، وهي تحكي عن التعاطف والترفق والرحمة اللواتي يُظهرها الآب السماوي نحو أولاده في أوقات الألم والضيق. وهذه إحدى بركات الألم؛ إنه يدخل بنا إلى أعمق موضع من المحبة الإلهية، وأقرب مكان لقلب الآب السماوي. فالآب يجتذبنا إليه، عندما نجتاز في ضيق أو ألم.

جيمس ر. ميللر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net