الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 1 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اللفيف يحتقر المَنّ
«الآنَ قَدْ يَبِسَتْ أَنْفُسُنَا. ليْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلى هَذَا المَنِّ!» ( عدد 11: 6 )
كم هو محزن أن نسمع أحد المؤمنين يقول: أريد شيئًا أقضي فيه وقتي الطويل، إنني لا أستطيع أن أفكر باستمرار في المسيح. ونحن نسأل هذا المؤمن المسكين: كيف ستقضـي الوقت في الأبدية؟ هلا يكون المسيح كافيًا لشغل وقتك خلال الأجيال التي لا تنتهي؟ أَتحتاج هناك إلى ما تبتغيه هنا من مسـرات دنيوية؟ أَتشتاق هناك إلى مجلات وأغاني وتسليات عالمية؟

قد يقول قائل: سنكون هناك في حالة مغايرة لما نحن عليه الآن. ونُجيب قائلين: من أية ناحية؟ إننا الآن لنا الطبيعة الإلهية، ولنا الروح القدس، وقد قُرِّبنا من الله، وصار المسيح نصيبنا، وصرنا سماويين مثله.

يقول قائل: ولكن فينا الآن طبيعة شريرة. فنقول: هل معنى هذا أننا نُغذيها؟ أَلأجل أنها فينا نبحث عن التسليات والمسرات العالمية؟ هل نُساعد طبيعتنا العتيقة الشـريرة، لكي تملأ كل اليوم بثمارها؟ كلا. إننا مُطالبون بأن ننكرها ونقمعها ونحسبها ميتة. كيف يمكن لنا أن ننمو في الحياة الروحية إن كنا نُطعِم ونُقوِّي الجسد؟

ليت الله يُعطينا نعمة لنتفكر في هذه الأشياء مليًا. ليتنا نسلك في الروح حتى يكون المسيح على الدوام موضوع شبع نفوسنا. ليتنا نشبع بنصيبنا الذي أعطانا الله إياه. وهذا النصيب هو المسيح السماوي. هل يعجز عن أن يكفينا؟ ألا يُشبِع هو نفسه قلب الله؟ ألا يملأ كل السماء بمجده؟ أَليس هو موضوع أغاني الملائكة، وموضوع سجودهم وتعبدهم الذي لا ينتهي؟ أَليس هو الموضوع الوحيد للمقاصد الأزلية الأبدية؟ إذن ألا يكفي قلوبنا هذا الشخص المبارك في جلال شخصيته، وفي كمال طرقه، وفي بهاء مجده؟! أَنحتاج إلى شيء سواه؟! هل يليق أن نأتي بأي شيء سواه لكي يملأ فراغًا في قلوبنا؟ أَنتحول عن المسيح لنقـضي الوقت في أي تسلية عالمية؟

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net