الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 17 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ناظرين إلى يسوع
«نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ» ( عبرانيين 12: 2 )
إن عمل الروح القدس المستمر هو تحويل نظرنا من أنفسنا إلى الرب يسوع، ولكن عمل الشيطان عكس ذلك، إذ يجتهد على الدوام أن يجعلنا ننظر إلى ذواتنا عوضًا عن المسيح. يقول لنا: “خطاياكم أكثر من أن تُغفَر ... لا إيمان لكم ... لم تتوبوا توبة كافية ... لا تستطيعون أن تواصلوا السير إلى النهاية ... ليس لكم فرح أولاد الله ... أنتم ممسكون بيسوع بأيد مرتخية ... وهكذا ...”. ولا شك أن كل هذه الأفكار تتعلَّق بالذات، ولا يمكن لنا مطلقًا أن نجد طمأنينة أو تعزية عن طريق النظر إلى ما فينا. ولكن الروح القدس يُحوِّل نظرنا كلية عن الذات، ويُخبرنا أننا لا شيء، وأن «الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ» ( كو 3: 11 ).

تذكر إذن أن ليس إمساكك بالمسيح هو الذي يُخلّصك، بل المسيح نفسه. ليس فرحك في المسيح هو الذي يُخلّصك، بل المسيح نفسه. إنه ليس حتى الإيمان بالمسيح، مع أن هذا هو الواسطة، بل دم المسيح وكفاية عمله. لذلك لا تنظر كثيرًا إلى يدك التي تُمسك بالمسيح، بل إلى المسيح نفسه. لا تنظر إلى رجائك، بل إلى يسوع موضوع رجائك. لا تنظر إلى إيمانك، بل إلى «رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ» ( عب 12: 2 ).

لا يمكن البتة أن نجد سعادة بالنظر إلى صلواتنا أو أعمالنا أو إحساساتنا. إن ما يُعطي الراحة للنفس هو ما عليه الرب يسوع، لا ما عليه نحن. وإن أردنا أن نغلب الشيطان، ويكون لنا سلام في قلوبنا، فلا يكون ذلك إلا بنظرنا إلى يسوع.

احفظ عينيك متجهتين إليه لا سواه. املأ فكرك دائمًا بموته وقيامته وكمالاته وأمجاده وشفاعته وكهنوته. عندما تستيقظ في الصباح انظر إليه، ولا تدع آمالك أو آلامك تأتي بينك وبينه. اتبعه بكل قلبك وأنت لا تخيب البتة.

تيودور مونو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net