الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 14 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
على لا شيء
«يُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ» ( أيوب 26: 7 )
إننا، عند تطلعنا إلى الله لأجل النجاة والإنقاذ من أية حالة نوجد فيها، كثيرًا ما نتلفت حولنا لعلنا نجد شيئًا منظورًا يستطيع الله بواسطته أن يتداخل لإنقاذنا. إنه ميل طبيعي فينا أن نتطلع إلى شيء منظور يُمكّن الرب من معونتنا، فإذا ما وجدنا شيئًا ولو صغيرًا يستطيع الله أن يبدأ بواسطته في إنقاذنا، عندئذٍ نشعر بارتياح في نفوسنا.

فإذا كنتَ لأمر ما في حاجة إلى شيء من المال، ولم تجد صديقًا أو أي مصدر آخر للحصول منه على ذلك القدر من المال، فإن ذلك يجعل الجو أمامك قاتمًا. أو إذا كنت ملازمًا لفراش المرض يومًا بعد آخر، دون أن تشعر بأي تحسن في صحتك، فإن ذلك قد يُوَّلِد اليأس في نفسك. ومنشأ ذلك التعب هو أنك لا ترى بعينيك ما يُشعِرك بالفرج والنجاة.

ولكن لنُفكِّر في الأمر قليلاً، فإنه ليس ضروريًا بأي حال من الأحوال بأن ترى معونة منظورة. لأن الله ليس محتاجًا إلى شيء منظور ليبدأ بواسطته. «فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ»؛ فمِن أي شيء خلقها؟ من لا شيء على الإطلاق، ومع ذلك فإن السماوات والأرض تؤدي وظائفها بإتقان تام.

ولما خلق الله الأرض، على أي شي علَّقها؟ على لا شي، ومع ذلك فإنها مُعلَّقة بإتقان كامل. أَليس كذلك؟ إنها تسير في فلكها حول الشمس سيرًا منظمًا ودقيقًا. حسنًا، فالله الذي عمل الشمس والقمر والنجوم من لا شيء، ويحفظها في سيرها المنظم وهي مُعلَّقة عل لا شيء، يستطيع أن يسد كل أعوازك، سواء كان هناك شيء يبدأ به، أو لم يكن شيء على الإطلاق. أَليس ذلك عجيبًا؟! ثق فيه، فإنه سيملأ كل احتياجك، ويسد كل عوز لك، ولو لم يكن هناك شي منظور، أو بالحري من لا شيء.

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net