غالبية كبيرة من المؤمنين - ونأسف لأن نقولها - يزحمون أوقاتهم بأمور صغيرة وكبيرة لدرجة أنهم لا يبقون من الوقت إلا اليسير جدًا لقراءة الكتاب المقدس.
إني كمسيحي لا أستطيع أن أضطلع بأعباء عملي اليومي قبل أن أجلس إلى كلمة الله لأجمع منها بعض “المن”؛ طعام يوم فيوم.
فإذا حدث أن اضُطررت لأن أسرع في الصباح إلى عملي دون الرجوع إلى الكتاب، بسبب التأخر في النوم أو تلبية لطارئ عجَّل خروجي من المنزل، فلا مفر من أن أسأل نفسي قائلاً: ماذا حدث لي اليوم؟ إنني أشعر بجفاف روحي! إنني جائع وعطشان ولست أجد فيَّ الرغبة أو القوة على خدمة النفوس ولا على تقديم الإنجيل لأحد! ولكن سرعان ما يأتيني الجواب قائلاً: لماذا تسأل؟ إنك لم تتناول طعام الإفطار هذا الصباح! لقد خرجت ولم تسند نفسك “بكسرة خبز” من كلمة الله. وما ألبث حتى أرفع قلبي إلى الله قائلاً: يا رب سامحني لأنني ظننت أن هناك شيئًا أهم من فرصة أقضيها معك.
فإن كنت يا صديقي المؤمن لم تتعود قراءة الكتاب المقدَّس بطريقة جادة وبروح الصلاة، فإني أطلب إليك بإلحاح أن تدخل إلى حضرة الله وتعترف له بخطية إهمال كلمته المُقدَّسة. قل له: إنني منذ الآن أسألك أن تعلِّمني أن أقول مع عبدك أيوب: «مِنْ وَصِيَّةِ شَفَتَيْهِ لَمْ أَبْرَحْ. أَكْثَرَ مِنْ فَرِيضَتِي (طعامي اللازم) ذَخَرْتُ كَلاَمَ فِيهِ (فَمِهِ)» (أي23: 12).
أيها القارئ العزيز ... من اليوم أعط الله المركز الأول في حياتك، وأعط كلمته المكان الذي ينبغي أن يكون لها، ومن ثم تعرف ما هي مشيئة الله في حياتك.