الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 أغسطس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يغسل أرجُل تلاميذه!
«صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ» ( يوحنا 13: 5 )
كان غسل الأرجُل من ضمن واجبات الضيافة. ولهذا العمل فائدتان للضيف: فهو ينظف رجليه مما علق بهما من أقذار أثناء الرحلة، ويُنعشه بعد عناء السفر. وابن الله أيضًا كمَنْ هو عتيد أن يستقبل مختاريه في البيت السَّماوي يؤدي لهم هذه الخدمة أثناء ارتحالهم إلى ذلك البيت السعيد. وهذا الغسل هو الخدمة التي كانت تؤديها المرحضة النحاسية للكهنة أبناء هارون في خيمة الاجتماع، وبذلك كانوا يُؤْهَّلُون للحضـرة الإلهية. ويا لها من نعمة أن ابن الله، صاحب السيادة في البيت السَّماوي، يقوم بنفسه بواجب حفظ أهل البيت في حالة القداسة والكرامة الكهنوتية اللائقة، وكل ما نحتاجه في هذا الشأن هو الإيمان الذي يستريح في حقيقة هذه النعمة الفائقة.

ولكن خدمة الرب لنا في الأقداس كرئيس كهنة اعترافنا وتنظيفه لأرجلنا، جاء دورها بعد أن أكمل العمل على الصليب وصعد إلى السماء، ونستطيع أن نستشف هذا من الكلمات «إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى». فمع أنه تمجَّد في يمين العظمة، ولكنه كالخادم لحاجتهم، العارف بمصاعبهم يغسل أرجلهم، مُعطيًا لهم أن يعرفوا أنه في القدس السَّماوي ليحفظهم في القداسة. ولهذا يوجد فرق بين الدلالة الرمزية لعشاء الرب وغسل الأرجل، كالفرق بين يوم الكفَّارة ورماد البقرة الحمراء. فيوم الكفَّارة مثل العشاء، يضع أمامنا تأثير دم المسيح؛ بينما رماد البقرة الحمراء مثل الغسل يُرينا تأثير شفاعة المسيح. لقد كان يوم الكفارة يومًا واحدًا عظيمًا في السنة فيه كانت تُبعَد خطايا الشعب مرة واحدة للكل، ولكن رماد البقرة الحمراء كان يُزوِّد الأفراد لمواجهة كل النجاسات العرضية التي من الممكن أن تلتصق بهم، أثناء اجتيازهم في البرية في مدة السنة. وهكذا نجد أن سفك دم المسيح كان أولاً، وشفاعته الكهنوتية بعد ذلك. وكل مَنْ اغتسل مرة بالدم لا يحتاج إلا إلى غسل رجليه.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net