الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 28 أغسطس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لمعان النعمة
«فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ» ( خروج 16: 2 )
حتى تتجلى النعمة بلمعانها، لا بد أن تظهر أولًا خلفية الخطية القاتمة. إن النعمة هي الإحسان لمن لا يستحق. ولكي نُعلّى مجدها لا بد من استعلان نقائص الإنسان. لأنه «حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا» ( رو 5: 20 ). هذا ما حدث هنا. فنحن نقرأ بعد ذلك: «فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ» ... وَقَالَ لَهُمَا بَنُو إِسْرَائِيلَ: لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مِصْـرَ ... إِنَّكُمَا أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هَذَا الْقَفْرِ لِتُمِيتَا كُلَّ هَذَا الْجُمْهُورِ بِالْجُوعِ» ( خر 16: 2 ، 3). إنه يصعب علينا تخيل خلفية أردأ من هذه.

هؤلاء هم نفس الناس الذين أعتقوا بقوة إلهية من الضـربات العشـر على مصر، والذين أُخرجوا من أرض العبودية، وبطريقة معجزية نجوا من البحر الأحمر، وبإرشاد إلهي ساروا بعمود سحاب ونار، نهارًا وليلًا. والآن ها هم “يتذمرون ويشتكون ويتمردون”! ولم يكن البعض من الشعب هم من فعلوا ذلك؛ بل «كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ» كانت مذنبة. لم يكن الأمر مجرد دمدمة أو تمتمة بسيطة فيما بينهم، بل كان تذمرًا على قائدهم المُختار من الله.

وماذا إذًا كان رد فعل الرب لتفشي ثورة عدم الإيمان الرديئة؟ يجيب عدد 4 «هَا أَنَا أُمْطِرُ»! ماذا: “نارًا وكبريتًا لهلاكهم؟” كلا! «هَا أَنَا أُمْطِرُ لَكُمْ خُبْزًا مِنَ السَّمَاءِ!». يا لها من نعمة بديعة! إنعام سيادي غير مستَحق! إن الكلمة الأولى هنا موضوعة لتأسر اهتمامنا. “هَــا (behold)” هي هتاف التعجب المُفعم بالسجود. هنا نجد القوة المباركة للتوقيت في عدد واحد. والإمطار يتحدث عن وفرة الإمداد، وأن يمطر الرب خبزًا من السماء، لأولئك الإسرائيليين المتذمرين، كان - بلا شك - شهادة عن نعمة الله المتفاضلة المُعلنة بكمالها في مشهد رداءة الإنسان وفشله!

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net