الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 أغسطس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نابوت وأخآب
«حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أُعْطِيَكَ مِيرَاثَ آبَائِي» ( 1ملوك 21: 3 )
اشتهى أَخْآبُ – بدافع الطمع - أن يُجرِّد جاره، نَابُوت الْيَزْرَعِيلِيّ، من مُلكه. أمَّا نَابُوت فقد رفض كإسرائيلي أمين أن يُسلِّم ميراثه ( لا 25: 23 ). تُرى هل نظهر نحن الأمانة نفسها والثبات عينه حينما يتعلَّق الأمر بالتمسك بميراثنا الروحي، والحقائق الثمينة التي في الكتاب المقدس والمُسلَّمة إلينا من الجيل السابق؟

لكن هذا الملك الجبان، سمح لزوجته الشـريرة أن تتصـرَّف، وقد استخدمت سلطانه الملكي في ارتكاب ظلم رهيب. ويا له من سجل أسود في تاريخ ذلك الملك الشرير: شهوة، وشهادة زور، وقتل، وسرقة!

ويعطينا أَخْآبُ صورة للرجل الذي دائمًا يشتهي ما ليس عنده. فذلك الملك المُحمَّل بالغنى، اشتهى الكَرْم الصغير الذي بجانب قصـره! وليس أَخْآب وحده، بل هو طبع القلب البشري. واحد فقط هو التقي القانع بكل معنى الكلمة ( 1تي 6: 6 ). وكان شعاره حقًا وصدقًا «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» ( أع 20: 35 ). ليتنا نتخذ منه القدوة والدليل!

ولقد نال أَخْآبُ بالكذب والقتل شهوة نفسه، فقام ونزل بقلب مُبتهج ليستكشف مُلكه الجديد، لكن في لحظة تبدَّدت كل أفراحه وسعادته! فلقد كان هناك شخص يعرفه جيدًا، مُنتظرًا إياه في كرم نَابُوت، وهو إيليَّا. لقد أمره الله أن يُخبر المَلك بالعقاب الذي ينتظره. إنَّ هذا العقاب يُذكِّرنا بالميتة المريعة للشخص الذي سلَّم «دَمًا بَرِيئًا»، وهو يهوذا الإسخريوطيّ «فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا» ( أع 1: 18 ). ولم تكن العقوبة التي نطق بها إيليا مبالغ فيها. كل ما في الأمر أن «الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا» ( غل 6: 7 ). لقد قضت إيزابل في قسوة لا تعرف الشفقة على نابال الرجل التقي، وعلى كل بيته، ويقرر الوحي أن «الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً» ( يع 2: 13 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net