الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أحشاء يسوع المسيح
«أَشْتَاقُ إِلَى جَمِيعِكُم فِي أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( فيلبي 1: 8 )
في الكلمات التي تسبق صلاة الرسول بولس من أجل المؤمنين في فيلبي، نرى عواطف خادم محب لقطيع الرب.

(1) «إِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لِي»: فالله يعلم صدق أشواقه العميقة والكثيرة والتي لا ينقلها الحبر والورق، بل الله الذي يفحص أعماق القلب ويعلم دوافع القلوب، يشهد بما يمتلئ به قلب هذا الأب المحب، العامر بالشوق وبالحنين، لأولاده المُخلِصين المحبوبين.

(2) «كَيْفَ أَشْتَاقُ إِلَى جَمِيعِكُم»: ونلاحظ تكرار كلمة “جَمِيعِكُم” في فيلبي 1: «مُقَدِّمًا الطِّلْبَةَ لأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ» (ع4)، «يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هَذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ» (ع7)، «أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ» (ع7)، «أَشْتَاقُ إِلَى جَمِيعِكُم» (ع8). وفي هذا نرى تقدير الرسول لجميع القديسين على السواء: الصغار والكبار، خدام ومخدومين، أغنياء وفقراء. وفي خاتمة الرسالة يكتب الرسول: «يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ ... نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ» ( في 4: 22 ، 23).

(3) «فِي أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»: إنها نوع من المشاعر، ترتقي وتسمو عن العواطف البشرية. فعواطف الناس منقوصة وهزيلة، سرعان ما تتقلب، تارة تجود وتارة تمنع، وكثيرًا ما تكون باردة ومتبلدة. ولكن “أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ” فهي تلك المشاعر العميقة التي تترفق بالضالين، وترجو رجوعهم بشوق وحنين. وهي فيض من العواطف الحانية تجاه المتألمين ومنكسري القلوب. وتتجه لغير المُستحقين، وتُعطي أهمية للمنبوذين والمُحتقرين. بولس كيهودي الأصل، وفريسي غيور، كانت بينه وبين الأمم عداوة قديمة وبغضة شديدة. ومن كان يخطر على باله لحظة، أن هذا الفريسي المتعصب، سيأتي عليه يومًا يتعلق فيه، بحب شديد، بمثل هؤلاء المكدونيين الأمم، المُحتَّقرين من جنس اليهود. نعم، ما كان ممكنًا أن تكون له هذه المشاعر الصادقة والحانية وهذه الأشواق القلبية العميقة، إلا فِي أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net