الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 13 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الغني الغبي
«فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ» ( لوقا 12: 20 )
يوضح مَثَل الغني الغبي حقيقة أن المقتنيات لا تشكل أهم ما في الحياة. كان هذا الزارع الثري يواجه ما بدا أنه مشكلة مزعجة، عندما جاءت غلته وافرة بشكل استثنائي. فكل مخازنه لم تَعُد تكفي لاستيعاب هذه الحبوب. فراجع هذا الأمر في فكره، ثم توصل إلى الحل، لقد قرر هدم مخازنه وبناء مخازن أخرى أعظم منها. لقد كان باستطاعته أن يوفر على نفسه كل هذا العناء مع النفقات لإنجاز هذا المشروع الجبار، لو أنه التفت فقط إلى العالم المحتاج حواليه، واستخدم مقتنياته لسد الجوع على كلا الصعيدين الروحي والجسدي. فإن أحضان الفقراء، وبيوت الأرامل، وأفواه الأولاد، هي المخازن التي تبقى إلى الأبد.

وما أن انتهى العمل (في فكره) على تشييد هذه المخازن الجديدة، حتى قرر أن يتقاعد (ع19). ولنلاحظ روح الاستقلالية عنده: أَثْمَارِي، مَخَازِنِي، غَلاَّتِي، خَيْرَاتِي، نَفْسِي. كان مزمعًا أن يستريح، ويأكل، ويشرب، ويفرح.

لكن ما أن شرع بالتفكير في الوقت السعيد الذي كان سيقضيه من ذلك الوقت فصاعدًا، حتى اصطدم بالله، وذلك لهلاكه الأبدي. فالله نقل إليه حقيقة موته الذي كان سيحصل في تلك الليلة. عندئذٍ سيفقد ملكيته لجميع مقتنياته المادية. وسيستولي عليها شخص آخر. وكان أحدهم قد عرَّف الغبي بأنه الشخص الذي تنتهي مخططاته وآماله عند حدود القبر. لذا كان هذا الرجل غبيًا حقًا.

ثم سأله الله: «هَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟»، ونحن بدورنا، يجدر بنا أن نطرح على أنفسنا السؤال التالي: “إذا جاء المسيح اليوم، لمَن ستكون كل ممتلكاتي؟” إذًا، كم هو أفضل استخدامنا لها في خدمة الرب اليوم، من أن نتركها تسقط في أيدي الشيطان غدًا. بالمقابل، باستطاعتنا الآن أن نكنز بها في السماء، فنصبح من جراء ذلك أغنياء لله، أو قد ننفقها على أجسادنا لكي نحصد من الجسد فسادًا.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net