الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 25 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يُثمرون في الشيبة
«أَيْضًا يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ. يَكُونُونَ دِسَامًا وَخُضْرًا» ( مزمور 92: 14 )
لمَّا بلغ واحد من خدام الرب الأجلاء الشيخوخة، قال: فمي اليوم مملوءًّا ضحكًا وقلبي يترنم، وأنا أرفل في مباهج شيخوختي، إنها ثروة لي. أنا اليوم في أفضل العمر. في أحلى أيامي وأصفاها. طريقي يتزايد نورًا. صحيح أن “إِنْسَاني الْخَارِجُ” يَفْنَى، ولكن “إِنْسَاني الدَّاخِلُ” يَتَجَدَّدُ يَوْمًا بعد يَوْم” ( 2كو 4: 16 ). وسأحكي هنا بعضًا من الدروس التي تعلمتها ولو جزئيًا:

أولها: أن نعمِّق إيماننا بالله؛ إيمان الثقة في كمال رعايته وعنايته ودوام محبته. الإيمان بدقة الترتيب الإلهي الذي يحكم الحياة الحاضرة، وبمراحم محبة الله.

ثانيها: أن نتقبَّل بالرضى ظروف الحياة المُرّة والحلوة: والصبر من العادات الجميلة التي ينبغي أن نتعهدها في حياتنا. وحينما نقع في تجارب متنوعة فلنحسب هذا كل فرح، عالمين أن امتحان الإيمان يُنشئ صبرًا، وينبغي أن يكون للصبر عمل تام، لأن الغلبة الصحيحة نحصل عليها عن طريق القبول الحسن للشدائد والضرورات والضيقات، لأنها كلها تخدم أغراض الله في حياتنا ( يع 1: 2 -7).

ثالثها: ينبغي أن تملأ المحبة قلوبنا: المحبة لجميع الناس. يجب أن نصبر على الذين يمتحنون الصبر فينا، فإن لم نستطع أن نُحبهم للطف يبدو منهم، فلنحبهم لعطف منا عليهم. وعلى أي الحالين يجب أن نحبهم، وأن نصلي من أجلهم، وأن نطرح جانبًا المرارة من جهتهم شعورًا أو تفكيرًا.

ورابعها: ينبغي أن لا نصرف الوقت هباءً حسرة على الماضي، أو نضع اليد على الخد أسفًا على أخطاء الأمس أو على ذاهب الأيام. هذه جميعها نستودعها في يدي الله ونمتد إلى ما هو أعلى وما هو قدام ( في 3: 13 ، 14)، لنبدأ حياة خدمة، وحياة محبة، وحياة تقدم في كل شيء، ونمو في معرفة الله. هذه هي الحياة التي لا تشيخ أبدًا، لأنها تتجدد دائمًا كالينبوع الفائض المتلألئ.

هنري دربانفيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net