الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 31 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أرض المُريَّا
«خُذِ ابْنَكَ ... وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً» ( تكوين 22: 2 )
الْمُرِيَّا: اسم “الْمُرِيَّا” معناه “الأرض التي سبق ورآها الله”. فهو موضع مُعيَّن مِن قَبْل، وفيه نرى صورة لموضع آخر معروف منذ الأزل، كان شغل قديسي العهد القديم الشاغل، وبعدما جاء المسيح فإن كل القديسين أيضًا يرجعون إلى هذا الموضع بعينه؛ إلى “الجلجثة”، التي قال عنها البعض إنها في منتصف الكرة الأرضية، لكننا نقول عنها بكل يقين إنها في منتصف أفكار الله، ومحور مشوراته الأزلية!

الحَمَل: لما سأل إسحاق أباه: «أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟»، أجاب إبراهيم: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي» ( تك 22: 7 ، 8). والقول: «اللهُ يَرَى»، يعني أن الله مُدبّر لذاته حَمَلًا لِلْمُحْرَقَةِ. وكأن إبراهيم يقول إن عيني الله مستقرة على حَمَل له. وبعدما وُجِد البديل الذي مات عوضًا عن إسحاق، سمى الموضع: «يَهْوَهْ يِرْأَهْ»، أي “الرب يرى” ( تك 22: 14 ). وفي الحقيقة الرب يرى كل شيء، ويُعِد كل شيء، ولكن أعظم شيء رآه الرب ودبَّره، هو خروف المُحرَقة الذي استقرت عليه عينا الله بالرضا والشبع التام.

نهاية الإنسان هي بداية الله: لم يظهر الكبش البديل عن إسحاق إلا بعد أن رُبِطَ إسحاق على المذبح. وهكذا انتظر الرب أربعة آلاف سنة من سقوط آدم إلى مجيء المسيح. وخلال هذه الفترة اختبر الله البشرية. ورقم 4000 = 40 × 100. والرقم 40 هو رقم الاختبار، والرقم 100 هو رقم الانتظار. لقد انتظر إبراهيم طويلاً إلى أن أتاه الابن إسحاق، عندما بلغ مائة سنة. ولم يكن مولد إسحاق سوى رمز لظهور الابن الحبيب الذي أرسله الله في ملء الزمان، بعد أن انتظر على الإنسان 4000 سنة فيها ثبت فشل الإنسان الذريع تمامًا. وبعدما فشل الإنسان وتعذَّر على الجميع الحل، جاء المسيح . نعم المسيح وحده هو الذي «مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ» ( إش 53: 10 ). هذا هو الشخص الوحيد محور مشورات الأزل، ومستقر عيني الله، ونهاية مقصده.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net