الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 أكتوبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العبد الأمين الحكيم
«فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ؟» ( متى 24: 45 )
ما أهم هاتين الصفتين اللذين يذكرهما الرب هنا، أعني بهما الأمانة والحكمة! فبالنسبة للأمانة يقول الرسول: «ثُمَّ يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِينًا» ( 1كو 4: 2 )، ويقول الرب: «اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ» ( لو 16: 10 ). ثم ما أهم الحكمة أيضًا! «الْحِكْمَةُ هِيَ الرَّأْسُ. فَاقْتَنِ الْحِكْمَةَ، وَبِكُلِّ مُقْتَنَاكَ اقْتَنِ الْفَهْمَ» ( أم 4: 7 ). ويقول الرسول: «وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» ( يع 1: 5 ).

والأمانة كشرط للعمل داخل بيت الله أمر واضح تمامًا سواء في العهد القديم أو الجديد. فلقد كان موسى أمينًا في بيت الله ( عب 3: 5 )، وكان “حَنَانِي” «رَجُلاً أَمِينًا يَخَافُ اللَّهَ أَكْثَرَ مِنْ كَثِيرِينَ» ( نح 7: 2 ). وأوصى بولس ابنه تيموثاوس: «وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا» ( 2تي 2: 2 ). ولملاك كنيسة اللاودكيين، عندما فشلت الشهادة في كنيسة الله على يد الإنسان، نقرأ عن المسيح أنه «الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ» ( رؤ 3: 14 ).

ثم لاحظ أنه أولاً أمين ثم بعد ذلك حكيم، فهو أولاً أمين لسيده، ولذا هو لا يستجدي رضى الناس، ولا يحاول حك مسامع السامعين. ثم هو حكيم، بمعنى أنه يعرف ماذا يُقال، ومتى يقال. يعرف كيف يربح النفوس ( أم 11: 3 )، ويعرف الوقت ( جا 8: 5 )، ويعرف كيف يفتدي الوقت، لأن الأيام شريرة ( أف 5: 15 ، 16).

وهذا العبد مُقام على خدم سيده. ومع أنه عليهم، ولكنه لا يأخذ منهم بل يعطيهم. لأن كلمات المسيح المأثورة هي: «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» ( أع 20: 35 ). وكأن الرب يذكرنا هنا بقوله السابق: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا» (م20: 26). فالعظمة الحقيقية في مفهوم المسيح هي أن تَخْدِم لا أن تُخْدَم.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net