الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 11 نوفمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبفرودتس المُتجنِّد
«كَانَ مُشْتَاقًًا إِلَى جَمِيعِكُمْ وَمَغْمُومًا، لأَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ كَانَ مَرِيضًا» ( فيلبي 2: 26 )
في فيلبي2: 25ـ 30 نجد لمحة عن أي نوع من الرجال كان أَبَفْرُودِتُسُ الذي يسميه الرسول «أَخِي، وَالْعَامِلَ مَعِي، وَالْمُتَجَنِّدَ مَعِي (أو الجندي رفيقي)، وَرَسُولَكُمْ، وَالْخَادِمَ لِحَاجَتِي» ( في 2: 25 ).

كان، وما زال، هناك كثيرون يمكن أن نتكلَّم عنهم كإخوة، ولكن لا نستطيع أن نُسميهم عاملين ولا مُتجندين. أما أَبَفْرُودِتُس فكان يجمع بين الألقاب الثلاثة. لقد شارك الرسول في عمله وفي جهاده كجندي وبنفس الهدف ولنفس القصد.

هل يمكن أن يوصَف شخص ما بهذه الشهادة اليوم؟ نعتقد أن هذا ممكن، بقدر ما يعلمنا العهد الجديد كتعليم أو مبدأ، وكأسلوب حياة وخدمة، طبقًا لنموذج بولس كخادم لله. ولكن في الوقت نفسه نخشى أن نقول إن هذا نادر في واقع الحياة. فكل مؤمن مدعو أن يكون عاملاً وجنديًا. ويجب أن نحمل جميعًا أداة البناء بيد، والسلاح باليد الأخرى. ولكن هل هذا هو الحال فعلاً؟ وهل يمكن أن نوصف بـ «الْعَامِلَ مَعِي، وَالْمُتَجَنِّدَ مَعِي».

ولقد تعرَّض أَبَفْرُودِتُسُ لمرض شديد في رحلته إلى بولس حاملاً معه خدمة الفيلبيين له. لقد مرض حتى قارب الموت، ولذلك يطلب منهم «لْيَكُنْ مِثْلُهُ مُكَرَّماً عِنْدَكُمْ».

وهكذا، نرى في أَبَفْرُودِتُس شخصًا اتبع خطوات بولس وتيموثاوس في اتباعهما للمسيح. والفكر الذي كان في المسيح يسوع، كان فيه هو أيضًا، لأنه لم يخاطر بنفسه فقط من أجل عمل المسيح، بل أنه عندما مرض وقارب الموت، كان «مَغْمُومًا»، ليس بسبب المرض، بل لأنه عرف أن إخوته في فيلبي بَلَغتهم أخبار مرضه، وأنهم سيحزنون لهذا. هذا مثال عظيم لرجل لم يكن ينظر إلى ما لنفسه، بل إلى ما هو للآخرين، وهو تجسيد للإيثار وإنكار الذات الحقيقيين.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net