الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 13 نوفمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخِّل والخِلاّن
«هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟» ( تكوين 18: 14 )
في زيارة الخِلّ للخَليل (تك18) نرى مُشابهة مع زيارات الخِلّ للخِلّان في بيت عنيا. الزيارة الأولى في لوقا 10: 38، 39. لقد انتعش الرب بمشاعر الحب والقبول عندما فتحت مرثا بيتها للرب واستضافته، وانتعش أكثر بمريم التي جلست عند قدميه لتسمع كلامه. وكانت تُقدِّر وتحفظ هذا الكلام في قلب جيد. والرب سُرَّ أن ينعشها بحديثه وكلامه. وهذا ما رأيناه مع إبراهيم.

وكما رأينا أن إبراهيم لم يكن مشغولاً بنفسه واحتياجاته، ولم يطلب شيئًا من الرب، بل كان مشغولاً بالرب ومستمتعًا بالشركة معه، كذلك كانت مريم لا تفكر في نفسها ولم تطلب منه شيئًا، بل تستقبل كلامه وتستمتع به.

الزيارة الثانية حدثت بعد موت لعازر (يو11). وبحسب الظاهر كأن الرب تأخر كثيرًا في الوصول فيما يخص مرض لعازر. وهذا ما يبدو ظاهريًا في زيارة الرب لإبراهيم، فقد حضر متأخرًا جدًا فيما يخص الابن الوارث. وكما سجد إبراهيم عند استقبال السيد، هكذا سجدت مريم عندما أتت إلى حيث كان يسوع ورأته ( يو 11: 32 ). في حالة لعازر كان الأمر مستحيلاً ( يو 11: 39 )، وهكذا أيضًا في حالة إبراهيم وسارة ( تك 18: 12 ). والرب أكد في الحالتين أنه إله المستحيلات ( يو 11: 40 ؛ تك18: 14).

الزيارة الثالثة جاءت بعد أن أقام لعازر من الأموات، فصنعوا له هناك عشاء (يو12). لقد فهم إبراهيم أن الرب لا يمكن أن يُهلِك البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. كذلك مريم فهمت من أحاديث الرب، ليس فقط أنه لا يُميت البار مع الأثيم، بل إن البار سيموت من أجل الأثمة، الأمر الذي كان مرفوضًا من كل التلاميذ، حتى إن بطرس قال له: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!» ( مت 16: 22 )، أما هي فقد عرفت أنه رجل الأحزان الذي يقترب من الصليب، فأرادت أن تخفف عنه، وتُعبِّر عن وفائها له وحبها الشديد، فكسرت قارورتها وسكبت الطيب على قدميه، ومسحتهما بشعر رأسها.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net