الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 نوفمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رئيس الإيمان ومُكمِّلِهِ
«لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ ... نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ» ( عبرانيين 12: 1 ، 2)
يوجد فرق كبير بين الرب يسوع، وبين كل الشهود الوارد ذكرهم في عبرانيين 11. فإذا تأملنا في إبراهيم الذي بالإيمان تغرّب في أرض الموعد كأنها غريبة، أو إسحاق الذي بالإيمان بارك يعقوب وعيسو من جهة أمور عتيدة، أو يعقوب الذي بالإيمان عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف وسجد، نرى أن كل هؤلاء ركضوا في الميدان، لكن في الرب يسوع نجد شاهدًا أسمى بما لا يُقاس. إنه «رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ». وفي نظرنا إليه نحصل على معونة ونبع من القوة لا ينضب. إننا نرى فيه المحبة، ونراه «مَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ يَذْهَبُ أَمَامَهَا»، لأننا ما دمنا نركض في الميدان فنحن نحتاج إلى سابق لنا ومرشد. والرب يسوع هو الذي ركض قبلنا وصار«رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ»، وبالنظر إليه نستمد القوة لنفوسنا.

بينما نرى إبراهيم والباقين قد تمَّموا عمل الإيمان بحسب قياسهم المحدود، نرى المسيح قد تمَّم كل عمل الإيمان. ولا توجد حالة إلا وأستطيع أن أجوز فيها، ولا تجربة إلا وأستطيع أن أتحملها، لأن المسيح قد جاز في كل الظروف والتجارب وانتصر عليها، ولذا قد وجدت الشخص الذي يستطيع أن يُقدم نفسه لي في الصورة التي أحتاج إليها، وهو الوحيد الذي يعرف ما هي النعمة التي أحتاج إليها، ويمدني بها. ولأنه غلب فهو يقول لنا: «ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ» ( يو 16: 33 ). فمهما كانت العاصفة شديدة فهي تُلقي بنا تمامًا على المسيح، ومهما كانت التجربة مؤلمة فهي تقودنا إلى الالتصاق به.

إن أي شيء يُحوِّل نظرنا عن المسيح ما هو إلا عائق لنفس السباق الموضوع أمامنا. ومهما كانت التشجيعات التي ننالها من تاريخ الشهداء الأمناء السابقين، ينبغي أن نثبِّت نظرنا في شخص الرب الشاهد الأمين الكامل. فلا توجد تجربة أو صعوبة إلا وقد اجتاز فيها قبلنا، ولقد وجد كل ينابيعه في الله الآب، وهو - له المجد - يستطيع أن يوصِّل إلى قلوبنا النعمة التي نحتاج إليها.

سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net