الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 2 نوفمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله أخذَهُ
«الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» ( أيوب 1: 21 )
مَن اقتلع هذه الزهرة؟ سؤال نطق به البستاني بنبرة من الحزن والضيق! إنها زهرة يانعة متفتحة، بل هي فخر زهور البستاني، وقد اقتُلعت من ساقها. كان البستاني يراقبها منذ أن كانت بُرعمة صغيرة إلى أن صارت زهرة متفتحة. ولكنها اختفت الآن. مَن هو الذي تجاسر واقتلع هذه الزهرة؟

كانت الإجابة إنه “السيد”. نعم، إنه المالك الحقيقي للبستان، فبينما هو يتجوَّل في حديقته لاحظها وأُعجب بها، ولذلك مدّ يده واقتلعها. إن تقديره وإعجابه بها جعله يقتنيها لمسرة نفسه. وبسماع هذه الإجابة اقتنع البستاني؛ إن السَيِّد كان يراقب بسرور نتيجة عمله، ولقد قطف تلك الوردة لاستخدامه!

وإذا اقتطف السيد الرب إحدى الزهرات المختارة من بستان حياتنا، هل نتذمر ونحزن؟ إنها ملكه، وله الحق في قطفها، وها هو يستخدم هذا الحق. قد يكون هذا المحبوب له زمان طويل معنا، ومن طول الزمان ظننا أن لنا الحق في امتلاكه. ولكن في الواقع إنه ملكه. ألا يؤكد الرسول بولس ذلك «إنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ» ( 1كو 6: 19 ، 20). أ ليست هذه الكلمات تذكّرنا بتلك الحقيقة: أنه السَيِّدـ، ومعه سَنَد الملكية. إن كل ما نمتلكه هو لنا باعتبارنا وكلاء فقط، وهذا ما عبَّر عنه أيوب: «الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» ( أي 1: 21 ).

إن الطفل أو الأب أو الأخت أو الزوجة أو الصديق الذي فقدناه، قد اختاره السَيِّد لينضم إلى صُحبة الزهور السماوية. فدعنا لا نتذمر. إن السَيِّد وهو في السماء معه ذلك المحبوب، ونحن هنا على الأرض معنا أيضًا السَيِّد، إلى ذلك اليوم الذي تنضم فيه كل الزهور التي في السماء، مع تلك التي ما زالت على الأرض، ليكوِّنوا معًا باقة تبقى في مشهد النور والمجد إلى الأبد.

إنجليز فليمنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net