الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 نوفمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التأديب الإلهي
«وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ ... فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ» ( قضاة 6: 1 )
حسن لنا أن نتطلع إلى هذه الصورة، ونتأمل في هذا الدرس المبارك. فقوة إسرائيل ومجده كانا فقط في حضور الله معهم، وبدون هذا كانوا كمياه تندلق على الأرض، وكورقة الخريف أمام الزوبعة، ولكن الحضور الإلهي لا يمكن أن يتمتع إنسان به بينما له علاقة بشر يتسامح فيه، ولهذا عندما نسـى إسرائيل إلههم، وضلوا بعيدًا عنه إلى طرق الوثنية المَنهِي عنها، كان لا بد أن يُرجِعَهم إلى شعورهم بمد عصاه التأديبية، وجعلهم يشعرون بقوة ضغط هذه أو تلك من الأمم المجاورة.

والآن فكل هذا له صوت ودرس لنا، فما دام أناس الله يسيرون معه في طاعة مقدسة فلا يخافون شيئًا إذ هم في مأمن تام من شِراك وهجمات كل أعدائهم الروحيين، ولا شيء يستطيع بأي حال أن يضـرهم بينما هم ساكنون في ظل حضرة الله نفسه. ولكن واضح أن تلك الحضرة تستلزم القداسة. فالشر غير المقضي عليه لا يمكن أن يظل هناك. لئن تعيش في الخطية وتتكلَّم عن الأمان، ولئن تحاول أن توصل حضور الله بشـرٍ أنت مصَمِمٌ عليه، لهو إثم من أدكن صبغة. لا، إن هذا لا يجب أن يكون «بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ» ( مز 93: 7 ). إذا كان رجال الله ينسون هذه الحقائق النافعة، فإنه يعرف كيف يعيدها إلى ذاكرتهم بواسطة عصا التأديب، وتبارك اسمه إلى الأبد فهو يحبهم جدًا لدرجة أنه يحتفظ بهذه العصا مهما كانت عدم رغبته في استعمالها «الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ ... ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ ... أُولَئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّاماً قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هَذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ» ( عب 6: 12 -12).

قد يكون التأديب مؤلم، ولكن عندما نعلم أن يد الآب فيه، وعندما نتحقق ما هو غرضه، نستطيع أن نجتاز في التجربة بقلوب مُدربَة، وهكذا نحصد ثمرات البر المباركة.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net