الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 6 نوفمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ذكريات وتضرعات
«أَشْكُرُ إِلَهِي عِنْدَ كُلِّ ذِكْرِي إِيَّاكُمْ دَائِمًا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِي» ( فيلبي 1: 3 ، 4)
كتب الرسول بولس رسالة فيلبي وهو في السجن. والذكريات بالنسبة للسجين أمرٌ ثمينٌ ومؤثرٌ، خاصة عندما يتذكر الأحباء الذين لهم إعزاز خاص ومكانة في قلبه، لكن السجن حرمه منهم. وأيضًا أمر مؤلم أن يُحرم مؤمن من الشركة الأخوية المُنعشة، فاكتناف الصديقين له يعد إحسانًا وامتيازًا. إنما من أجل المسيح احتمل الرسول هذا الألم النفسي. فهل من تعويض له وهو وحيد في زنزانة رطبة مظلمة؟ نعم، إن إلهه معه، حتى لو حرم من الإخوة الأحباء حينًا، لكنه لن يُحرَم من إلهه الحبيب لحظة واحدة.

لم يكن بولس فقط خادمًا نشطًا، وكارزًا غيورًا، ومعلمًا موهوبًا، وراعيًا حنونًا، لكنه أيضًا كان رجل صلاة من الطراز الأول؛ مجاهدًا في الصلاة على الدوام من أجل جميع القديسين في جميع الكنائس. وهناك خطورة كبيرة على الخادم الذي ينشغل بإداء الخدمة أكثر من الصلاة. التواصل مع الرب هو الذي يُعطي حسًا مرهفًا لسماع صوت السَيِّد الذي نخدمه. والصلاة هي التي تُعمق محبتنا للرب وللنفوس الغالية. الصلاة هي التي تُجدِّد الطاقات. والصلاة هي التي تُذكرنا باحتياجنا الدائم أن نستند على نعمة الله. وإذ يذكر الرسول بولس القديسين في فيلبي، يشكر إلهه، ويُصلي من أجل جميعهم بفرح ( في 1: 3 ، 4). هذه أول مرة يُذكَر فيها الفرح في رسالة الفرح المسيحي. أي نوع من الرجال هذا؟ يفرح من أجل الآخرين رغم أنه مقيد وسجين! نعم، يفرح لأن قلبه قد انتعش وهو يتذكر أولاده الأحباء؛ جميع القديسين في فيلبي. يفرح لأن تعبه في الرب لم يكن باطلاً. إنه فرح ممتزج بالشكر في الصلاة من أجل شعب الرب الذين ينمون ويتقدمون إلى الأفضل. فرح الحاصد بالثمر الجيد والحلو، بعد تعب وكد الحرث والزرع. إنها فرحة الأب المحب بأولاده الناجحين والمخلصين «لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ» (3يو4).

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net