الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 1 ديسمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التوبة
«إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ» ( لوقا 13: 3 ، 5)
التوبة بحسب مفهومها الكتابي تعني تغيير الفكر عن نفسي، فأعرف كم أنا - في ضوء قداسة الله - خاطئ، ولا شيء أعظم من خطاياي - في كل الوجود - إلا محبة الله ونعمته. هذا الأمر يجعلني أتحوَّل عن الخطية، بل أيضًا أكرهها. التوبة إذًا هي تغيير في الفكر والإرادة. هي تغيير من الرديء إلى الحسن، ومن الخطية إلى البر.

والتوبة ليست مجرد تحسين للطبيعة القديمة، ولا تغيير جزئي في الحياة، بل هي تغيير الإنسان من الأعماق تغييرًا كليًا يشمل نواحي الحياة كلها. قال أحدهم: “التوبة معناها أن أقف بجانب الله ضد نفسي. أي أن أبرر الله وأستذنب ذاتي”. وقال آخر: “التوبة هي حكم النفس الأدبي على ذاتها بحسب فكر الله، وقبول حكم الله على حالتنا أمام عينيه”. وقال ثالث: “ما أقل قيمة التوبة لو كانت مجرَّد دموع أو أسف أو فزع، إذا لم يقترن هذا كله بترك الخطية”.

والتوبة لصيقة بالإيمان. ولا قيمة لتوبة خالية من عنصر الإيمان، ولا قيمة لإيمان يخلو من التوبة. وإن كانت التوبة تعني تغيير الفكر عن نفسي، فإن الإيمان يعني تغيير الفكر عن الله. بالتوبة أنا أرفض نفسي، وبالإيمان أنا ألجأ إلى مراحم الله. وعليه فيمكن اعتبار التوبة أنها الدموع المنذرفة من عين الإيمان. ولقد قال أحد اللاهوتيين عن التوبة إنها عمل ثلاثي: عمل في الفكر، إذ تتضمن معرفة الخطية، وعمل في الشعور إذ تتضمن الحزن على الخطية، وعمل في الإرادة إذ تتضمن الرجوع عن الخطية.

والتوبة مع أهميتها ولزومها ليست البديل عن موت المسيح وكفارته، فموت المسيح هو أساس الخلاص وكلفته، والتوبة المقترنة بالإيمان يمثلان الوسيلة للحصول على هذا الخلاص.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net