الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 20 ديسمبر 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خوف إلهنا
«لَيْسَ حَسَنًا الأَمْرُ الَّذِي تَعْمَلُونَهُ. أَمَا تَسِيرُونَ بِخَوْفِ إِلَهِنَا؟» ( نحميا 5: 9 )
بعد الاجتهاد المدهش من الشعب في بناء وترميم سور أورشليم (نح3، 4)، نُصدم بالأمر المحزن الذي حدث في أصحاح 5. إنَّ أولئك الباقين في الأرض والذين كانوا في “شَرٍّ عَظِيمٍ” قبل مجيء نحميا إلى أورشليم ( نح 1: 3 )، نراهم الآن في حالة أشد يأسًا وقنوطًا. لقد كان عليهم أن يرهنوا ممتلكاتهم، وفي بعض الحالات أن يعطوا أطفالهم عبيدًا لكي يستطيعوا أن يدفعوا ما عليهم من خراج (أي جزية)، ولكي لا يموتوا جوعًا. والشيء الأكثر حزنًا أنَّ المسؤولين عن هذه الحالة لم يكونوا أعداء، بل إخوتهم الأغنياء الذين بعملهم هذا كسروا الناموس عمدًا ( خر 22: 25 أم 14: 31 -43؛ تث15: 11؛ 23: 19، 20). وفي الواقع كم هذه الخطية مكروهة عند الرب ( 1كو 13: 1 ؛ 22: 16؛ عا2: 6؛ 8: 4-8؛ يع5: 1-6)! وبالنسبة لنا علينا أن نعلم أن المحبَّة الأخويَّة أساس الحياة المسيحيَّة، وبدونها تُصبح أعظم الخدمات بلا قيمة أمام الله (1كو13: 1-3). فليتنا نضع تحريضات الرسول يعقوب (2: 15، 16) موضع التنفيذ.

ولقد غضب نحميا جدًّا، ودعا العظماء والولاة لكي يظهروا أمام الشعب. لقد دعاهم لينالوا منه التوبيخ الشديد الذي استحقوه. ولقد اعترف المذنبون بخطئهم، ليس لمجرَّد أنَّ نحميا كان هو الوالي، ولكن لأنَّه نفسه كان قدوة لهم في المحبَّة التي لا تطلب ما لنفسها. لقد تنازل عن حقه كوالٍ (ع14-19)، ولذلك فإنه يستطيع أن يطلب من الرؤساء أن يفعلوا الشيء نفسه. إنَّ القدوة هي القاعدة الذهبية إذا كنَّا ننتظر استجابة من الآخرين. كان الرسول بولس يسعى دائمًا ليكون مثالاُ للمؤمنين الذين علَّمهم ( أع 20: 35 ؛ 1كو4: 11، 16؛ 10: 32، 33). لكن فوق الكلّ يجب أن نفكر في سَيِّدنا المبارك الذي قال لتلاميذه: «لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» ( يو 13: 15 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net