الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 11 فبراير 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نُعمان السرياني
«اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ ... اغْتَسِلْ وَاطْهُرْ» ( 2ملوك 5: 10 ، 13)
هذا الفصل (2مل5)، يُحدّثنا عن التدبير الجديد، حيث أُعطيت السلطة فيه للأمم (ع1)، والله يتجه بالخلاص إليهم (نُعْمَان)، بينما جِيحَزِي (الذي يُمثِّل إسرائيل عديم الإيمان) صار أبْرَصَ ونجسًا.

وأما عن نُعْمَان في شخصه، فقد كان رئيس جيش ملك أرام، وكان بطلاً مشهورًا ومُكرَّمًا؛ لكنه كان إنسانًا بائسًا، تُخفي حلَّته البهيَّة جسدًا اُبتُلي بالبَرَص. والخطية - مثل البَرَص العضال - قد أفسدت جميع الناس، بما فيهم أعظم البارزين والمشهورين. ومهما ارتقى الإنسان في أعلى المناصب، فهو خاطئ، وينتظره الهلاك الأبدي.

ولكن كان في بيت نُعْمَان مُبشِّرًا صغيرًا بالأخبار المُفرحة. لقد أعلنت ”فتاة صغيرة” مسبية شهادتها البسيطة عن قوَّة رجل الله، وهي في هذا قدوة لجميعنا.

وبعد زيارة غير موفَّقة لقصر يهورام ملك إسرائيل، تلقَّى نُعْمَانُ رسالة من أليشع. ولا يزال الله حتى اليوم يُوجِّه رسالته إلى الخطاة، لكن كثيرين - للأسف - لا يؤمنون، ولا يقبلون الكتاب المقدس ككلمة الله. وفي المقابل هناك الكثيرون وجدوا الخلاص بمنتهى البساطة، بإيمانهم بهذه الرسالة الإلهية. أما الأمر الذي أعطاه لنُعْمَان فهو شبيه بالذي أعطاه الرب يسوع للإنسان المولود أعمى «اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ» (ع10؛ يو9: 7). إن الله لا يطلب من الإنسان “أمورًا عظيمة” (ع13). إنه يطلب منه فقط أن يعترف بحالة النجاسة والموت التي هو فيها نتيجة لخطاياه، فيخلص ويتمتَّع بالبركة.

على أن طريقة الله للتطهير من الخطايا لا تتضمن الكبرياء الإنساني الذي يُبغضه الله، بل يلزمها الاتضاع أولاً. وبمجرد أن اغتسل نُعْمَان، كقول رجل الله «رَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ» (ع14). وأول شيء عمله نُعْمَان عند شفائه أنه ذهب ليشكر الشخص الذي استخدمه الرب لشفائه. وهو عين ما فعله أيضًا الأبرص الذي شفاه الرب ضمن عشرة بُرْصٍ آخرين ( لو 17: 15 ). ونلاحظ أن كليهما كان غريبًا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net