الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 5 فبراير 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
باركَهُ هناك
«فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ» ( تكوين 32: 24 )
تمامًا كما نحتاج نحن بين الحين والآخر إلى أن ننفرد بذواتنا، كذلك هيأ الرب الظروف ليعقوب ليختلي بنفسه ( تك 32: 24 ). في هذا الوقت صارعه إنسانٌ حتى طلوع الفجر. ولا شك أن هذا الإنسان كان هو الله في صورة إنسانية، مما تطلب معجزة غير عادية. وبالتأكيد كان بإمكان الرب أن يُخضِع يعقوب في الحال، إلا أن المصارعة امتدت لساعات.

لقد كان المقصود من هذه الحادثة درسًا ذا مغزى ليعقوب ولنا، إذ كان الله يُصارع يعقوب من قبل على مدى حياته، لكنه لم يستسلم، بل ظل يُجاهد ضد معاملات الله معه. فكيف كان له أن يتعلَّم الدرس جيدًا إذًا؟ لقد كان تخطيطه، ثم صلاته، ثم عودته إلى تخطيطه مرة أخرى، من مقومات شخصيته السابقة التي تثق في نفسها، أكثر من ثقتها في الله ( تك 32: 3 -21). فقلما انتبه وهو يُصارع أن هذه المصارعة كانت ضد الله.

وأخيرًا، لما استمر يعقوب في الصراع، ضرب الرب حق فخذه بكل بساطة، فخلعه (ع25). لقد كان بوسعه أن يعمل هذا من قبل لكنه أراد أن يُعطي يعقوب فرصة ليستسلم فيها دون اللجوء إلى العنف. وأحيانًا نحتاج نحن إلى بعض الشدة قبل أن نتعلَّم أن نُخضِع ذواتنا لله.

لم يَعُد يعقوب بعد ذلك كفؤًا للمصارعة، لكنه عندئذٍ تعلَّق تمامًا بالرب الذي قال له: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ» (ع26). وكان بإمكان الرب أن يذهب عنه في الحال، لكنه أعطاه الفرصة حتى يقول له ما قاله: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي» (ع26). وعلى الأقل كان إيمان يعقوب وقتئذٍ صادقًا، رغم كونه ضعيفًا. لقد علم أنه محتاج إلى بركة الرب رغم أنه لم يتصرف طبقًا لعلمه. فصارت له البركة على أساس اعتماده المثشبث بالرب، وليس على أساس مصارعته.

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net