الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 11 مارس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مرثا المُتعلِّمة
«فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ» ( يوحنا 12: 2 )
جرت العادة على إبراز مَرْثَا في صورة قاتمة، فهي فقط خدمت الرب بقلبٍ شاكِ، في حين جلست مَرْيَمُ عند قدمي يسوع. ولكن دعونا نُلقي نظرة أكثر إنصافًا، فهناك ثلاثة شواهد كتابية ترسم مَرْثَا في صورة الخادم الذي ينمو وقد تعلَّم من أخطائه، ومن ثم يكون في تقدّم مطرد:

أولاً: مَرْثَا المُتبرّمة ( لو 10: 38 -42): فرغم أن مَرْثَا استقبلت الرب في بيتها، وخدمته، إلا أنه كانت لديها مشكلة؛ فقد أثارتها أختها، إذ لم تكن مَرْيَمُ تعمل ما حسبت أختها أنه واجب عليها عمله. وأَليس هذا فكرًا شائعًا؟ وهكذا أضحت الخدمة ثقلاً على مَرْثَا، نتج عنه روح ناقدة، وغيظ، حتى تجاه الرب نفسه. ولكن الآن لم تَعُد الخدمة ثقلاً، بل بالحري ناتجة عن فيض قلب سعيد ( يو 12: 2 )

ثانيًا: مَرْثَا المُؤمنة ( يو 11: 3 -5؛ 20-27): لقد نمت مَرْثَا إثر المعاناة التي مرِّت فيها. ففي حزنها على مرض أخيها وموته، ناشدت الرب. فهي تقول له وكأنها تشكوه: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!». ثم تستمر المناقشة لتبدو مَرْثَا قادرة على الثقة في الرب فيما يتعلق بالمستقبل لا بالحاضر. تمامًا كما نفعل نحن، أَليس كذلك؟ إنه من الأسهل لنا أن نثق فيه لخلاص أبدي من أن نضع ثقتنا فيه لتخليصنا من متاعب حاضرة. ومع ذلك كانت مَرْثَا تسير في الإتجاه الصحيح. فقد كانت شهادتها لإيمانها بالرب يسوع مُدويّة.

ثالثًا: مَرْثَا المُتعلّمة ( يو 12: 1 -3): وها نحن في عشاء آخر، مختلف عن الأول تمامًا. الآن عرف كل منهم غرضه: فمَرْثَا تَخْدِمُ، ولِعَازَرُ يجلس إلى المائدة مع الرب يسوع، ومَرْيَمُ تمسح قدمي الرب بالطيب. نعمًا لهم جميعًا. فلا أحد يشكو. وقد تغيَّرت مَرْثَا لتظهر جميلة هكذا. وهكذا نتعلَّم كيف أن الفرح الذي يشيع في جو الخدمة، يُتيح للآخرين أن يتمتعوا بالرب.

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net