الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 مارس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الناموس والنعمة
«الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ» ( رومية 6: 14 )
هل تعرفون ما هي طبيعة الناموس؟ إنه كناظر المدرسة الصارم، يُمسك في يده عصا لا ترحم. وكم قاسيت أنا في صغري من عصا الناظر. وأذكر لما كنت تلميذًا في مدرسة القرية أن هيئة التدريس كانت من فريقين: فريق يرى أن التربية تكون أجدى وأنفع باستعمال العصا، والفريق الآخر كان يرى أن التربية تكون أصلح وأنفع باستعمال اللطف والنعمة. وفي إحدى السنوات انتصرت فكرة التعليم باللطف والنعمة. وأذكر أنني قلت لزملائي في الفصل الدراسي: لقد واتتنا الفرصة لنفعل ما يحلو لنا ، دُونَ خوفٍ من عقاب. وكنت أنا بين الطلبة الذين كسروا قوانين المدرسة. وكانت مُدرسة الفصل سيدة فاضلة، فطلبت مني أن أتأخر بعد انتهاء الدراسة. وقلت في نفسي: سوف تظهر العصا مرة أخرى، وسوف أحتج إذا استُعمِلت.

وجاءت المُدرسة وجلست أمامي، وبدأت تكلمني بكل لطف. ونظرت إليها فلم أجد معها أية عصا. وقالت لي: “لقد وضعت في قلبي أنه إن لم أحكم الفصل بالمحبة فسوف أستقيل من المدرسة. أنا لا أُعاقب. فإن كنت تحبني فحافظ على النظام”.

في ذلك الوقت شعرت بمرارة في حلقي، وخجلت، ومع أنه ليس بسهولة تسيل دموعي، لكني شعرت بدمعة تنحدر على خدي. فقلت لها، وأنا أتحاشى نظراتها: “لن أُغضبك فيما بعد”. وفعلاً كان كذلك. وقد حصلت من العلوم في ذلك الفصل الدراسي أضعاف ما تعلَّمته في كل الفصول السابقة.

هذا هو الفرق بين الناموس والنعمة. يقول الرب: «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ» ( يو 14: 15 ). إنه ينقلنا من تحت الناموس إلى تحت النعمة. والنعمة هي التي تكسر القلوب القاسية. ويا لروعة النعمة! «لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ» ( يو 3: 17 ).

مودي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net