الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 مارس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبواب الجحيم
«عَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا » ( متى 16: 18 )
كلمة “الجَحِيم” في قول المسيح: «أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا»، هي باليوناني “هادس”، وتترجم عادة “الهاوية”. ويُشير هذا التعبير في العالم غير المنظور إلى مملكة إبليس. ولقد بنيت الكنيسة على قيامة المسيح، هذه القدرة التي جعلت حصن العدو بلا قوة. إن حياة الله لا يمكن تدميرها، وابن الله الحي لا يُقهر، وما أسَّسه الله على صخرة قوة الحياة الراسخة التي في ابنه لن تقوَ مملكة الموت قط على الإطاحة به. وإن كان الإنسان قد هُزم وسقط تحت سلطان هذه المملكة، فالله الحي لن يُهزم منها. ونحن يمكننا أن نفهم هذا التعبير: «أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا (على الكنيسة)» بطريقتين:

(1) أن مملكة إبليس لن تقوى على تحطيم الكنيسة.

(2) أن مملكة إبليس لن تصمد أمام هجمات الكنيسة.

المعنى الأول مفاده أن قوى الموت ودوائر غير المنظور لا يمكنها مطلقًا أن تقوى على “كنيسة الله الحي”. ومع أن الإنسان بخطيته صار خاضعًا للموت، وهذا وَضَعَ كل مجد الإنسان في التراب، لكن الكنيسة لن يقوى عليها الموت بكل شراسته، وذلك لأنها مبنية على المسيح ابن الله الحي. وهو ما أثبتته مسيرة الكنيسة عبر العصور. فرغم تكالب قوى الظلام والشر ضدها، والتي استخدم فيها الشيطان كل قوته وحيله وأعوانه، ورغم ملايين الشهداء، لم تقوَ أبواب الجحيم على ملاشاة الكنيسة.

لكن هناك مفهوم آخر لتعبير «أَبْوَابُ الْجَحِيمِ» على اعتبار أن الأبواب ليست أدوات للحرب، وليس القصد منها الهجوم الشرس، بل الحفظ المستميت للذين داخل تلك الأبواب، كما في أبواب السجون، وذلك لحفظ المسجونين من الهرب. حقًا إن أبواب الجحيم لا تقوى على حفظ أسراها أمام كرازة المؤمنين البسطاء. ويا لها من كلمات مشجعة للكنيسة التي عليها أن تشهد للمسيح.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net