الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 مارس 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرعاة والملائكة
«لاَ تَخَافُوا! ... وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ ... مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ» ( لوقا 2: 10 ، 11)
عندما وصل ابن الله إلى العالم، فقد أعلنت السماء لسكان الأرض هذا الخبر العظيم: ميلاد المسيح. ولقد وقع اختيار السماء على قوم من الرعاة البسطاء، لا وزن لهم أو تقدير عند العظماء، لكنهم كانوا محطّ اهتمام السماء، لأنهم أتقياء. وكان هؤلاء الرعاة الفقراء أول مَن سمع بخبر ميلاد الفادي، في ذات ليلة الميلاد.

مَنْ هو هذا الذي بمولده تتحرك السماء، وتُعلن خبر مولده؟ قبل أن يولد يوحنا المعمدان قال الملاك جبرائيل لزكريا أبيه: «كَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ» ( لو 1: 14 )، وأما عند مولد المسيح فكانت كلمات الملاك للرعاة أن الفرح العظيم سيكون «لِجَمِيعِ الشَّعْبِ»! وذلك لأنه وُلِدَ لهم «مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ»!

يا للبشرى السارة! أخيرًا وُلِدَا المخلِّص. ونحن نعلم أن المسيح أتى مخلِّصًا، لا من عدو أرضي، ولا من مشكلة وقتية، بل من الخطايا! دعنا لا ننسى أن الله في العهد القديم كان قد صرَّح بشكل حاسم بأنه هو وحده المخلِّص، عندما قال: «أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ» ( إش 43: 11 )، وأيضًا: «أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ» ( إش 45: 21 ). وها قد أتى المسيح لكي يخلِّص شعبه من خطاياهم، وذلك لأنه هو الله الذي ظهر في الجسد.

وبمجرد أن أنبأ ملاك السماء بمولد المخلِّص، حدث شيء عجيب آخر، إذ انشقت السماء عن جمع حاشد من الملائكة مسبحين الله، وقائلين: «الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» ( لو 2: 14 ). فهو وإن كان مُضجعًا في مذود، إلا أنه موضوع تسبيح ملائكة السماء! إنه ابن الإنسان المتواضع وابن الله العظيم في آن! «وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ ... تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ!» ( 1تي 3: 16 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net