الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 1 إبريل 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غايس الحبيب
«حَضَرَ إِخْوَةٌ وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ» (3يوحنا 3)
غَايُس الْحَبِيب، في رسالة يوحنا الثالثة، يُقدَّم لنا كقديس نامٍ وناجح في الحياة الروحية، ويشهد الرسول يوحنا بنجاحه روحيًا، حتى أنه كان يتمنى له أن تكون صحته الجسدية صحيحة وناجحة بنفس درجة نجاحه روحيًا. هناك مناسبات يليق فيها أن نعبِّر عن تمنياتنا وآمالنا تجاه بعضنا البعض. فكم مرة استطعنا أن نقدم مثل هذه التمنيات؟ أخشى أن هذا نادرًا ما يحدث. وبالنسبة لأغلبنا فإن اهتمامنا بالصحة الجسدية يفوق اهتمامنا بالصحة الروحية. فعندما نتقابل نحيي بعضنا البعض بعبارة “كيف حالك؟” والمُسلَّم به أن الاستفسار هنا هو عن الجسد، ونردّ كالمعتاد “بخير، أشكرك”. ولكن إذا كان السؤال: “كيف حال نفسك؟” تُرى ماذا يكون الرد؟

وشهادة يوحنا عن النجاح الروحي لغَايُس، لم يكن بسبب صلة شخصية، لأن يوحنا كان بعيدًا، والاتصال كان بهذه الرسالة. ولكنها كانت بناء على شهادة الآخرين «إِذْ حَضَرَ إِخْوَةٌ (إلى المكان الذي كان فيه) وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ (ساكن فيك)، كَمَا (وأيضًا) أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ» (ع3). فما في داخلنا، يظهر في أفعالنا.

في رسالته الثانية قال يوحنا لكيرية المختارة: «فَرِحْتُ جِدًّا لأَنِّي وَجَدْتُ مِنْ أَوْلاَدِكِ بَعْضاً سَالِكِينَ فِي الْحَقِّ» (2يو4). وهنا يخطو خطوة أبعد فيقول: «لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ» (3يو4). ويبدو أن “غَايُس” يندرج تحت كلمة «أَوْلاَدِي». وربما كان معنى هذا أنه كان ابن يوحنا في الإيمان، إلَّا أنه ربما كان يوحنا يستخدم الكلمة بالمعنى الرعوي هنا، كما حدث في رسالته الأولى (2: 1، 3، 7، إلخ). لقد كان يهتم كأب بكل القديسين الموجودين في مجال خدمته، فالموقف السليم للشيخ هو أن يكون كالأب المملوء بالحب والعطف تجاه أولاده. وكم يكون حسنًا، لو أن جميع مَنْ يحملون مسؤولية بين القديسين اتبعوا خطواته.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net